تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥١٦
آخر وإنما ذكر أحقابا لأن ذلك كان أبعد شيء عندهم فذكر وتكلم بما تذهب إليه أوهامهم ويعرفونه وهو كناية عن التأبيد أي يمكثون فيها أبدا قرأ حمزة " لبثين " بغير ألف والباقون * (لابثين) * بالألف ومعناهما واحد سورة النبأ 24 - 30 ثم قال عز وجل * (لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا) * يعني لا يكون فيها برد يمنعهم من حرها وقال القتبي البرد النوم وقال الزجاج يجوز أن يكون البرد نوما ويجوز أن يكون معناه لا يذوقون فيها برد ريح ولا ظل * (ولا شرابا) * ينفعهم * (إلا حميما) * يعني ماء حارا قد انتهى حره * (وغساقا) * يعني زمهريرا وقال الزجاج الغساق ما يغسق من جلودهم أي ما يسيل وقد قيل الشديد البرد قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص * (وغساقا) * بالتشديد والباقون بالتخفيف ومعناهما واحد ثم قال * (جزاء وفاقا) * يعني العقوبة موافقة لأعمالهم لأن أعظم الذنوب الشرك وأعظم العذاب النار ووافق الجزاء العمل * (إنهم كانوا لا يرجون حسابا) * يعني لا يخافون البعث بعد الموت ويقال كانوا لا يرجون ثواب الآخرة أنهم كانوا ينكرون البعث قوله تعالى " وكذبوا بآيتنا كذابا " يعني جحدوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن * (كذابا) * يعني تكذيبا وجحودا " وكل شيء أحصيناه كتابا " يعني أثبتناه في اللوح المحفوظ * (فذوقوا) * يعني يقال لهم فذوقوا العذاب * (فلن نزيدكم إلا عذابا) * سورة النبأ 31 - 37 ثم بين حال المؤمنين فقال عز وجل * (إن للمتقين مفازا) * يعني نجاة من النار إلى الجنة ويقال المفاز بمعنى الفوز يعني موضع النجاة * (حدائق وأعنابا) * يعني لهم حدائق في الجنة والحدائق ما أحيط بالجدار وفيه من النخيل والثمار * (وأعنابا) * يعني كروما * (وكواعب أترابا) * والكواعب الجواري مفلكات الثديين * (أترابا) * مستويات في الميلاد والسن وقال أهل اللغة الكواعب النساء قد كعب ثديهن * (وكأسا دهاقا) * كل إناء فيه شراب فهو كأس فإذا لم يكن فيه شراب فليس بكأس كما يقال للمائدة إذا كان عليها طعام مائدة وإذا لم يكن فيها طعام خوان يقال * (دهاقا) * يعني سائغا وقال الكلبي * (وكأسا دهاقا) *
(٥١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 511 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 ... » »»