تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥١٧
يعني إناء فيه خمر ملآن متتابعا وهذا قول عطية وسعيد والعباس بن عبد المطلب ومجاهد وإبراهيم النخعي ثم قال * (لا يسمعون فيها لغوا) * يعني حلفا وباطلا ويقال " لوا يسمعون " في مشربها فحشا خبثا * (ولا كذابا) * يعني تكذيبا في شربها يعني لا يكذبون فيها قرأ الكسائي * (كذابا) * بالتخفيف يعني لا يكذب بعضهم بعضا وقرأ الباقون بالتشديد وهو من التكذيب ثم قال * (جزاء من ربك) * يعني ثوابا من ربك * (عطاء حسابا) * يعني كثيرا وقال مجاهد عطاء من الله حسابا بما عملوا وقال أهل اللغة * (حسابا) * أي كثيرا كما يقال أعطينا فلانا عطاء حسابا أي كثيرا وقال قتادة * (جزاء من ربك) * جزاؤهم بالعمل اليسير الخير الجسيم حسابا أي كثيرا وأصله أن يعطيه حتى يقول حسبي وقال الزجاج * (حسابا) * أي ما يكفيهم يعني فيه ما يشتهون ثم قال عز وجل " رب السماوات والأرض " يعني خالق السماوات والأرض قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو " رب السماوات والأرض " بضم الباء والباقون بالكسر فمن قرأ بالضم فمعناه هو رب السماوات والأرض ومن قرأ بالكسر فهو على معنى الصفة أي جزاء من ربك رب السماوات والأرض * (وما بينهما الرحمن) * يعني الرحمن هو رب السماوات والأرض * (لا يملكون منه خطابا) * يعني لا يملكون الكلام بالشفاعة إلا بإذنه سورة النبأ 38 - 40 قوله عز وجل * (يوم يقوم الروح) * قال الضحاك هو جبريل وقال قتادة عن ابن عباس قال هو خلق على صورة بني آدم ويقال هو خلق واحد يقوم صفا واحدا * (والملائكة صفا) * يعني صفوفا ويقال الروح لا يعلمه إلا الله كما قال * (قل الروح من أمر ربي) * [الإسراء 85] * (لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن) * يعني لا يتكلمون بالشفاعة * (إلا من أذن له الرحمن) * بالشفاعة * (وقال صوابا) * يعني لا إله إلا الله يعني من كان معه التوحيد فهو من أهل الشفاعة ثم قال عز وجل * (ذلك اليوم الحق) * يعني القيامة كائنة * (فمن شاء اتخذ) * يعني من شاء وحد واتخذ بذلك التوحيد * (إلى ربه مآبا) * يعني مرجعا ويقال من شاء اتخذ بالطاعة إلى ربه مرجعا ثم خوفهم فقال * (إنا أنذرناكم عذابا قريبا) * يعني خوفناكم بعذاب قريب وهو يوم القيامة ثم خوف المؤمنين ووصف ذلك اليوم فقال * (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه) * يعني
(٥١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 ... » »»