تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥٢٠
وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل عليهم السلام أما جبريل فعلى الوحي وإنزال الرحمة والعذاب على الخلائق بأمر الله وأما ميكائيل فعلى الأمطار والنبات يقسم على البلاد والعباد بإذن الله وأما عزرائيل وهو ملك الموت فعلى قبض الأرواح عند انقضاء أجلهم بإذن الله تعالى وإما إسرافيل فعلى النفح في الصور متى أمره الله تعالى وهو قوله * (يوم ترجف الراجفة) * فهذا كله قسم وجواب القسم مضمر فكأنه أقسم بهذه الأشياء أنهم يبعثون يوم القيامة لأن في الكلام دليلا عليه وهو قوله * (يوم ترجف الراجفة) * يعني لتبعثن يوم القيامة في " يروم ترجف الراجفة " يعني الصيحة الأولى ثم قال * (تتبعها الرادفة) * يعني الصيحة الثانية يعني النفخة الأولى للصعق والنفخة الأخرى للبعث وروي عن يزيد بن ربيعة عن الحسن في قوله * (يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة) * قال هما النفختان فأما الأولى فتميت الأحياء وأما الثانية فتحيي الموتى ثم تلا * (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض) * [الزمر 68] ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وأصل الرجفة الحركة يعني تزلزلت الأرض زلزلة شديدة عند النفخة الأولى والرادفة كل شيء يجيء بعد شيء فهو يردفه سورة النازعات 8 - 14 ثم قال عز وجل * (قلوب يومئذ واجفة) * يعني خائفة خاشعة من هول ذلك اليوم ويقال يعني ذليلة ويقال زائلة عن مكانها * (أبصارها خاشعة) * يعني أبصار الخلائق ذليلة ويقال أبصار القلوب خاشعة ثم ذكر قول الكفار وإنكارهم البعث فقال تعالى * (يقولون أئنا لمردودون في الحافرة) * تعجبا منهم وفي الآية تقديم ومعناه " أئنا لمردودن في الحافرة " أي إلى أول أمرنا يقال رجع فلان في حافرته وعلى حافرته يعني رجع من حيث جاء ثم قال * (أئذا كنا عظاما نخرة) * يعني بعد ما كنا عظاما بالية قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر " إذا كنا عظاما ناخرة " بالألف والباقون * (نخرة) * بغير ألف قال بعضهم معناهما واحد هما لغتان وقال بعضهم الناخرة التي أكلت أطرافها وبقيت أوساطها والنخرة التي قد فسدت كلها وقال مجاهد * (عظاما نخرة) * أو مرفوتة كما قال في قوله * (عظاما ورفاتا) * * (قالوا تلك إذا كرة خاسرة) * يعني إن كانوا كما تقولون فنحن بخسران قال الله تعالى * (فإنما هي زجرة واحدة) * يعني يبعثهم صيحة واحدة وهو نفخ إسرافيل
(٥٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 ... » »»