تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥٠٩
سورة المرسلات مكية وهي خمسون آية سورة المرسلات 1 - 8 قول الله تبارك وتعالى * (والمرسلات عرفا) * قال الكلبي ومقاتل يعني الملائكة أرسلوا بالمعروف ويقال كثرتها لها عرف كعرف الفرس وقال أهل اللغة ويحتمل وجهين أحدهما أنها متتابعة بعضها في إثر بعض وهو مشتق من عرف الفرس ووجه آخر أنه يرسل بالعرف أي بالمعروف وروى سفيان عن سلمة بن كهيل عن مسلم البطين عن أبي عبيدة الساعدي قال سألت عبد الله بن مسعود عن قوله * (والمرسلات عرفا) * قال الريح * (فالعاصفات عصفا) * قال الريح * (والناشرات نشرا) * قال الريح * (فالفارقات فرقا) * قال حسبك معناه * (والمرسلات عرفا) * يعني أرسل الرياح متتابعة كعرف الفرس * (فالعاصفات عصفا) * يعني الريح الشديدة التي تذر التراب بالبراري وتسمى ريح عاصف * (والناشرات نشرا) * يعني الريح التي تنشر السحاب ويقال * (الناشرات نشرا) * يعني البعث يوم القيامة ويقال الملائكة الذي ينشرون الكتاب * (فالفارقات فرقا) * يعني القرآن فرق بين الحق والباطل ويقال هو القبر فرق بين الدنيا والآخرة ويقال آيات الكتاب الذي فيه بيان عقوبة الكفار * (فالملقيات ذكرا) * يعني فالمنزلات وحيا وهم الملائكة * (عذرا أو نذرا) * يعني أنزل الوحي * (عذرا) * من الله تعالى من الظلم * (أو نذرا) * لخلقه من عذابه قرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو وعاصم في رواية حفص * (عذرا) * بضم العين وجزم الذال * (أو نذرا) * بضم النون وجزم الذال والباقون بضم الحرفين في كليهما والنذر جمع نذير بمعنى الإنذار ومن قرأ بالجزم فمعناه كذلك وهو للتخفيف وإنما نصب * (عذرا أو نذرا) * لأنهما مفعولا لهما فمعناه * (فالملقيات ذكرا) * للإعذار والإنذار ثم قال عز وجل * (إنما توعدون لواقع) * وهو جواب قسم أقسم الله تعالى بهذه الأشياء * (إن ما توعدون) * من أمر الساعة والبعث * (لواقع) * يعني لكائن ولنازل
(٥٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 ... » »»