تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥٢٨
سورة التكوير مكية وهي عشرون وتسع آيات سورة التكوير 1 - 9 قول الله تبارك وتعالى * (إذا الشمس كورت) * قال أبو الليث رحمه الله حدثنا الحاكم أبو الفضل قال حدثنا محمد بن أحمد الكاتب المروزي حدثنا محمد بن حموية النيسابوري قال حدثنا إبراهيم بن موسى قال حدثنا هشام بن عبد الله ويحيى بن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من أحب أن ينظر إلي يوم القيامة فليقرأ إذا الشمس كورت) قال روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله * (إذا الشمس كورت) * قال إذا ذهب ضوؤها وكذلك قال الضحاك وعكرمة وقال مجاهد * (إذا الشمس كورت) * يعني إذا اضمحلت وذهب نورها ويقال تكور كما تكور العمامة يعني جمع ضوؤها ولف كما تلف العمامة ثم قال عز وجل " وإذ النجوم انكدرت " يعني تناثرت وتساقطت * (وإذا الجبال سيرت) * يعني قلعت عن الأرض وسيرت في الهواء كقوله * (ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة) * [الكهف 47] يعني خالية ليس عليها شيء من الماء والشجر وغيرها ثم قال * (وإذا العشار عطلت) * يعني النوق الحوامل عطلها أربابها اشتغالا بأنفسهم وواحدها عشراء وهي الناقة التي أتى على حملها عشرة أشهر وهي أحسن ما يكون في الحمل فلا يعطلها أهلها إلا في يوم القيامة وهذا على وجه المثل لأن في يوم القيامة لا يكون ناقة عشراء ولكن أراد به المثل يعني إن هول يوم القيامة بحال لو كان عند الرجل ناقة عشراء لعطلها واشتغل بنفسه ثم قال * (وإذا الوحوش حشرت) * يعني جمعت * (وإذا البحار سجرت) * يعني فجرت بعضها إلى بعض فصارت بحرا واحدا فملئت وكثر ماؤها كقوله * (والبحر المسجور) * [الطور 6] يعني الممتلئ ويقال * (سجرت) * أي أحميت بالكواكب إذا تساقطت فيها وقال ابن عباس إذا كان يوم القيامة كور الله تعالى الشمس والقمر والنجوم في البحر ثم بعث عليها ريحا دبورا فتنفخها فتصير نارا وهو قوله * (وإذا البحار سجرت) * أي أحميت وقال قتادة * (سجرت) * أي غار ماؤها وقال الزجاج وقد قيل إنه جعل مياهها نارا يعذب بها الكفار فهذه الأشياء
(٥٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 533 ... » »»