تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥١٢
سورة المرسلات 32 - 40 ثم قال عز وجل * (إنها ترمي بشرر كالقصر) * يعني النار ترمي بشرر القصر قال الكلبي يعني يشبه القصر وهو القصور الأعاريب التي على الماء وأحدهما عربة وهي الأرحية التي تكون على الماء تطحن الحنطة وقال مقاتل القصور أصول الشجر العظام وقال مقاتل * (إنها ترمي بشرر كالقصر) * أراد القصور من قصور أحياء العرب وقرأ بعضهم * (كالقصر) * بنصب الصاد شبه بأعناق النخل ثم شبه في لونه بالجمالات الصفر فقال " كأنه جمالت صفر " وهي السود والعرب تسمي السود من الإبل الصفر لأنه تشوبه صفرة كما قال الأعشى (تلك خيلي وتلك منها ركابي * هن صفر أولادها كالزبيب) يعني هن سود قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص * (جمالة صفر) * وهي جمع جمل يقال جمل وجمال وجمالة وقرأ الباقون " جمالات " وهو جمع الجمع وقال ابن عباس الجمالات الصفر حبال السفينة يجمع بعضها إلى بعض حتى يكون مثل أوساط الرجال * (ويل يومئذ للمكذبين) * يعني ويل لمن جحد هذا اليوم بعدما سمعه ثم قال عز وجل * (هذا يوم لا ينطقون) * يعني لا يتكلمون وهذا في بعض أحوال يوم القيامة ومواضعها * (ولا يؤذن لهم فيعتذرون) * يعني لا يؤذن لهم في الكلام يعني الكفار ليعتذروا * (ويل يومئذ للمكذبين) * يعني ويل لمن جحد يوم القيامة وهو يقدر على الكلام في هذا اليوم يعني كان في الدنيا يقدر على المعذرة فتركها ثم قال * (هذا يوم الفصل) * يعني يوم القضاء ويقال يوم يفصل بين أهل الجنة أهل النار * (جمعناكم والأولين) * يعني جمعناكم يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم مع من مضى قبلكم * (فإن كان لكم كيد فكيدون) * يعني إن كان لكم حيلة فاحتالوا لأنفسكم * (ويل يومئذ للمكذبين) * يعني ويل لمن أنكر قدرة الله والبعث والجمع يوم القيامة سورة المرسلات 41 - 50 ثم قال تعالى * (إن المتقين) * يعني إن الذين يتقون الشرك والفواحش * (في ظلال) * قال
(٥١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 ... » »»