تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٣٩
سورة الزخرف مكية وهي تسع وثمانون آية سورة الزخرف 1 - 4 قوله تعالى * (حم والكتاب المبين) * يعني أقسم بحم وبالكتاب الذي أبان طريق الهدى من طريق الضلالة وأبان كل ما تحتاج إليه الأمة ويقال مبين لما بين بلغة تعرفونها يعني بين فيه الحلال والحرام * (إنا جعلناه) * فهذا جواب القسم يعني * (إنا جعلناه) * قلناه ووصفناه وبيناه ويقال أنزلنا به جبريل * (قرآنا عربيا) * يعني بلغة العرب * (لعلكم تعقلون) * يعني لكي تعقلوا وتفهموا ما فيه ولو نزل بغير لغة العرب لم تفهموا ما فيه ثم قال * (وإنه في أم الكتاب لدينا) * يعني إن كذبتم بالقرآن فإن نسخته في أصل الكتاب يعني اللوح المحفوظ عندنا * (لعلي حكيم) * يعني مرتفعا محكما من الباطل ويقال * (حكيم) * أحكم حلاله وحرامه ويقال * (حكيم) * أي حاكم على الكتب كلها ويقال * (حكيم) * أي ذو حكمة كما قال * (حكمة بالغة) * قرأ حمزة والكسائي * (في أم الكتاب) * بكسر الألف في جميع القرآن لأن الياء أخت الكسرة فاتبع الكسرة الكسرة والباقون أم بضم الألف وهو الأصل في اللغة سورة الزخرف 5 - 11 قوله عز وجل * (أفنضرب عنكم الذكر صفحا) * يعني أفندع ونترك أن نرسل إليكم الوحي مبهما لا آمركم ولا أنهاكم وقال القتبي معناه أن أمسك عنكم فلا أذكركم إعراضا يقال صفحت عن فلان إذا أعرضت عنه وقال مجاهد معناه تكذبون بالقرآن ولا تعاقبون فيه قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وابن عامر * (أن كنتم قوما مسرفين) * بنصب الألف
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»