تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٤٢
وجزم النون مع التخفيف يعني يشب وينبت في الحلي ثم قال تعالى * (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا) * يعني وصفوا الملائكة بالأنوثة قرأ ابن كثير وابن عامر ونافع " الذين هم عبد الرحمن " يعني الملائكة الذين هم في السماء والباقون * (عباد الرحمن) * يعني جمع عبد ثم قال * (أشهدوا خلقهم) * يعني أحضروا خلق الملائكة حين خلقهم الله تعالى فتعلموا أنهم ذكور أو إناث هذا استفهام فيه نفي يعني لم يشهدوا خلقهم على وجه التوبيخ والتقريع ثم قال * (ستكتب شهادتهم) * يعني ستكتب مقالتهم * (ويسألون) * عنه يوم القيامة وروي عن الحسن أنه قرأ " ستكتب شهاداتهم " بالألف يعني أقوالهم وقرأ عبد الرحمن الأعرج * (سنكتب) * بالنون سورة الزخرف 20 - 25 قوله تعالى * (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم) * يعني ما عبدنا الملائكة ويقال الأصنام * (ما لهم بذلك من علم) * أي ما لهم بذلك القول من حجة " إن هم إلا يخرصون " يعني يكذبون بغير حجة وقال مقاتل في الآية تقديم يعني عباد الرحمن إناثا أي ما لهم بذلك من علم قوله عز وجل * (أم آتيناهم كتابا من قبله) * يعني أنزلنا عليهم كتابا من قبل هذا القرآن * (فهم به مستمسكون) * يعني آخذون به عاملون اللفظ لفظ الاستفهام والمراد به النفي قوله عز وجل * (بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة) * يعني لكنهم قالوا * (إنا وجدنا آباءنا) * على دين وملة وقال القتبي أصل الأمة الجماعة والصنف كقوله * (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) * [الأنعام 38] ثم يستعار في أشياء منها الدين كقوله * (إنا وجدنا آباءنا على أمة) * أي على دين لأن القوم كانوا يجتمعون على دين واحد فتقام الأمة مكان الدين ولهذا قيل للمسلمين أمة محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم على ملة واحدة وهي الإسلام وروى عن مجاهد وعمر بن عبد العزيز أنهما قرآ * (أمة) * بكسر الألف أي على نعمة ويقال على هيئة وقراءة العامة بالضمة يعني على دين وروى أبو عبيدة عن بعض أهل اللغة أن الأمة والإمة لغتان * (وإنا على آثارهم مهتدون) * يعني مستيقنين
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»