القبر قرأ حمزة * (يلحدون) * بنصب الياء والحاء والباقون بضم الياء وكسر الحاء ومعناهما واحد لحد وألحد بمعنى واحد * (لا يخفون علينا) * يعني لا يقدرون أن يهربوا من عذابنا ولا يستترون منا * (أفمن يلقى في النار) * يعني أبا جهل وأصحابه " خير أمن يأتي آمنا يوم القيامة " يعني النبي صلى الله عليه وسلم ويقال نزلت في شأن جميع الكفار وجميع المؤمنين يعني من كان مرجعه إلى النار حاله يكون خيرا أم حال من يدخل الجنة ثم قال لكفار مكة * (اعملوا ما شئتم) * فلفظه لفظ التخيير والإباحة والمراد به التوبيخ والتهديد لأنه بين مصير كل عامل ثم قال تعالى " إنه بما تعملون بصير " من الخير والشر و * (بصير) * يعني عالم قوله تعالى * (إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم) * يعني جحدوا بالقرآن لما جاءهم * (وإنه) * يعني القرآن * (لكتاب عزيز) * يعني كريم عند المؤمنين ويقال كريم على الله أنزله آخر الكتب وقال مقاتل * (كتاب عزيز) * يعني منيعا عن الباطل ويقال * (عزيز) * لا يوجد مثله في النظم وكثرة فوائده * (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) * قال الكلبي ومقاتل * (لا يأتيه الباطل) * أي لا يأتيه التكذيب من الكتاب الذي قبله كل يصدق هذا ولا يجيء من بعده كتاب يكذبه وقال قتادة * (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) * يعني لا يستطيع الشيطان أن يبطل منه حقا ولا يؤيد فيه باطلا قال أبو الليث رحمه الله حدثنا الخليل أبو أحمد قال حدثنا الباغندي قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي بشار عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمتك ستفترق من بعدك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بلى) فقالوا ما المخرج منها قال (كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) * (تنزيل) * من حكيم حميد من ابتغى العلم في غيره أضله الله ومن حكم بغيره قصمه الله وهو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم فيه خبر من كان قبلكم وبيان من بعدكم والحكم فيما بينكم هو الفصل المبين وهو الفضل وليس بالهزل وهو الذي سمعته الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا لا يخلق على طول الدهر ولا تنقضي عبره ولا تفنى عجائبه) ثم قال للحارث (خذها إليك يا أعور) ثم قال * (تنزيل من حكيم حميد) * يعني القرآن تنزيل من الله تعالى الحكيم في أمره المحمود في فعاله وقال بعضهم قوله * (إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم) * لم يذكر جوابه وجوابه مضمر وقال بعضهم جوابه في قوله * (وذو عقاب أليم) * ويقال جوابه في قوله * (أولئك ينادون من مكان بعيد) * [فصلت 44]
(٢١٨)