تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ١٢٩
ويقال ولكل أمة قبلكم قبلة أمرتهم بأن يستقبلوها * (فاستبقوا الخيرات) * يقول بادروا الأمم بالطاعات ثم قال تعالى " أينما تكونوا يأت بكم الله " يعني يقبض أرواحكم ويجمعكم يوم القيامة " إن الله على كل شيء قدير " أي هو قادر على جمعكم يوم القيامة سورة البقرة الآيات 149 - 150 ثم قال عز وجل * (ومن حيث خرجت) * يقول حيث صليت * (فول وجهك) * بالصلاة * (شطر المسجد الحرام) * يعني نحوه وتلقاءه * (وإنه للحق من ربك) * أي التوجه إلى الكعبة بالصلاة هو الحق من ربكم * (وما الله بغافل عما تعملون) * يعني يجازيكم بأعمالكم " ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس " أي لكي لا يكون لليهود * (عليكم حجة) * لأنهم يعلمون أن الكعبة هي القبلة فلا حجة لهم عليكم * (إلا الذين ظلموا منهم) * يعني إلا من ظلم باحتجاجه فيما وضح له كما يقول الرجل لصاحبه مالك علي حجة إلا أن تظلمني وقال بعضهم * (إلا الذين ظلموا) * يعني ولا الذين ظلموا لا حجة لهم عليكم وذكر عن أبي عبيدة أنه قال * (إلا الذين ظلموا) * أي ولا الذين ظلموا فهذا موضع واو العطف فكأنه قال ليس للناس عليكم حجة ولا الذين ظلموا منهم قوله تعالى * (فلا تخشوهم) * بانصرافكم إلى الكعبة * (واخشوني) * في تركها قرأ نافع في رواية ورش * (ليلا) * بغير همز والباقون * (لئلا) * بالهمز لأن أصله لأن لا وإنما أسقط نافع الهمزة للتخفيف ثم قال تعالى * (ولأتم نعمتي عليكم) * بتحويل القبلة وبإرسال الرسول * (ولعلكم تهتدون) * أي لكي تهتدوا من الضلالة سورة البقرة الآية 151 قوله تعالى * (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم) * يعني محمدا صلى الله عليه وسلم * (يتلو عليكم آياتنا) * يعني القرآن وقوله * (منكم) * يعني من العرب ويقال آدمي مثلكم لأنه لو كان من الملائكة لا تستطيعون النظر إليه فأرسل آدميا مثلكم يتلو عليكم القرآن * (ويزكيكم) * قال
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»