تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٣٧٠
وروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من كان له أمرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل وفي رواية أخرى وأحد شقيه ساقط وروى أبو أيوب عن أبي قلابة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل في القسمة ويقول اللهم هذا قسمي فيما املك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك يعني الحب والجماع ثم قال تعالى * (وإن تصلحوا) * يعني بينهما بالسوية * (وتتقوا) * الجور والميل * (فإن الله كان غفورا رحيما) * حيث رخص لكم في الصلح ثم قال عز وجل * (وإن يتفرقا) * يعني الزوج والمرأة " يغني الله كلا من سعته " يعني من رزقه وقال مجاهد يعني الطلاق وروي عن جعفر بن محمد أن رجلا شكا إليه الفقر فأمره بالنكاح فذهب الرجل وتزوج ثم جاء إليه فشكا إليه الفقر فأمره بالطلاق فسئل عن ذلك فقال أمرته بالنكاح وقلت لعله من أهل هذه الآية * (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) * النور 32 فلما لم يكن من أهل تلك الآية قلت فلعله من أهل هذه الآية * (وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته) * وروي عن أبي بن كعب أنه كان يقرأ " فتذروها كأنها مسجونة " ثم قال * (وكان الله واسعا) * يعني واسع الفضل * (حكيما) * حكم فرقتهما وتسويتهما سورة النساء الآيات 131 - 134 ثم قال تعالى * (ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا) * يعني أمرنا * (الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) * يعني أهل التوراة والإنجيل * (وإياكم) * يعني أمرناكم يا أمة محمد في كتابكم * (أن اتقوا الله) * فيما أوصاكم به في كتابكم من التوحيد ثم من بعد التوحيد بالشرائع * (وإن تكفروا) * يقول تجحدوا بما أوصاكم وبوحدانية الله تعالى * (فإن لله ما في السماوات وما في الأرض) * يعني هو غني عن عبادتكم * (وكان الله غنيا) * عن إيمان الخلق وطاعتهم * (حميدا) * محمودا في أفعاله وقوله تعالى * (ولله ما في السماوات وما في الأرض) * يعني كلهم عبيده وإماؤه ويقال هذا موصول بالأول * (وكان الله غنيا حميدا) * في أفعاله لأن له ما في السماوات وما في الأرض وهو رازقهم والمدبر في أمورهم ثم قال * (وكفى بالله وكيلا) * يعني حفيظا وربا ثم ذكر التهديد لمن رجع عن طاعته فقال * (إن يشأ يذهبكم أيها الناس) * يعني يهلككم
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»