ولا ولاية قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص * (كأن لم تكن) * بالتاء لأن المودة مؤنثه وقرأ الباقون بالياء لأن تأنيثه ليس بحقيقي سورة النساء الآيات 74 - 76 ثم أمر المنافقين بأن يقاتلوا لوجه الله تعالى فقال عز وجل * (فليقاتل في سبيل الله) * يعني فليقاتل الذين معكم في طاعة الله * (الذين يشرون الحياة الدنيا) * يعني يختارون الدنيا على الآخرة ويقال هذا الخطاب للمؤمنين فكأنه يقول فليقاتل في سبيل الله الكفار الذين يشرون الحياة الدنيا * (بالآخرة) * ثم قال * (ومن يقاتل في سبيل الله) * يعني في طاعة الله * (فيقتل) * يقول فيستشهد * (أو يغلب) * يعني يقتل العدو ويهزمهم * (فسوف نؤتيه أجرا عظيما) * يعني ثوابا عظيما في الجنة فجعل ثوابهما واحدا يعني إذا غلب أو غلب يستوجب الثواب في الوجهين جميعا وقال الضحاك في قوله تعالى * (ومن يقاتل في سبيل الله) * قال ومن قاتل في سبيل الله فواق ناقة غفرت له ذنوبه ووجبت له الجنة فذلك قوله تعالى * (فسوف نؤتيه أجرا عظيما) * أي ثوابا عظيما في الجنة ثم حث المؤمنين على القتال فقال تعالى * (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين) * يعني وعن المستضعفين * (من الرجال والنساء والولدان) * ويقال وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله وسبيل المستضعفين ويقال * (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله) * وفي خلاص المستضعفين وقال الضحاك وذلك أن كفار قريش أسروا سبعة نفر من المسلمين وكانوا يعذبونهم فأمر الله بقتال الكفار ليستنقذوا الأسرى من أيديهم * (الذين يقولون) * يعني المستضعفين الذين بمكة يدعون الله تعالى ويقولون * (ربنا أخرجنا من هذه القرية) * يعني مكة * (الظالم أهلها) * بالشرك * (واجعل لنا من لدنك وليا) * يعني من عندك وليا حافظا يحفظنا * (واجعل لنا من لدنك نصيرا) * يعني مانعا يمنعنا منهم قال الكلبي لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة جعل الله لهم النبي صلى الله عليه وسلم وليا وهو عتاب بن أسيد نصيرا وكان عتاب بن أسيد ينصف الضعيف من الشديد فنصرهم الله به وأعانهم وكانوا أعز من بمكة من الظلمة قبل ذلك أي صار المسلمون الضعفاء أعزاء كما كان الكفار قبل ذلك
(٣٤٣)