تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٣٤٢
الله والرسول) * (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم) * في الجنة وقال في رواية الضحاك وذلك أن نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا نبي الله وإن صرنا إلى الجنة فإنك تفضلنا بدرجات النبوة فلا نراك فنزل * (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم) * الآية قال حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا أبو العباس قال حدثنا قتيبة قال حدثنا جهضم عن عطاء بن السائب عن الشعبي أن رجلا من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لأنت أحب إلي من نفسي وولدي وأهلي ومالي فلولا أني آتيك فأراك لا ريب أني سوف أموت قال وبكى الأنصاري فقال ما أبكاك قال ذكرت أنك تموت ونموت وترفع مع النبيين ونكون نحن وإن دخلنا دونك فلم يجبه بشيء فأنزل الله تعالى * (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم) * * (من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) * يعني من المسلمين ثم قال * (وحسن أولئك رفيقا) * في الجنة يعني رفقاء كقوله تعالى * (ثم نخرجكم طفلا) * الحج 5 أي أطفالا وكقوله * (كل صيحة عليهم هم العدو) * المنافقون 4 يعني الأعداء * (ذلك الفضل من الله) * يعني المن والعطية من الله * (وكفى بالله عليما) * بالثواب في الآخرة سورة النساء 71 - 73 قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم) * يعني عدتكم من السلاح * (فانفروا ثبات) * يعني عصبا سرايا * (أو انفروا جميعا) * مع النبي صلى الله عليه وسلم بأجمعكم قال الزجاج الثبات الجماعة المتفرقة فتأويله انفروا جماعات متفرقة أو انفروا مجتمعا بعضكم إلى بعض قوله تعالى * (وإن منكم لمن ليبطئن) * فاللام الأولى زيادة للتأكيد واللام الثانية للقسم يعني وإن منكم من يتثاقل ويتخلف عن الجهاد يعني المنافقين فهذا الخطاب للمؤمنين فكأنه يقول إن فيكم منافقين يتثاقلون ويتخلفون عن الجهاد * (فإن أصابتكم) * يا معشر المسلمين * (مصيبة) * يعني نكبة وشدة وهزيمة من العدو " قال " ذلك المنافق الذي فيكم وتخلف عن الجهاد * (قد أنعم الله علي) * بالجلوس " إذا لم أكن معهم شهيدا " يعني حاضرا في تلك الغزوة قوله تعالى * (ولئن أصابكم فضل من الله) * يعني الفتح والغنيمة * (ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة) * يعني معرفة وودا في الدين * (يا ليتني كنت معهم) * في تلك الغزوة * (فأفوز فوزا عظيما) * فأصيب غنائم كثيرة وقال مقاتل في الآية تقديم وتأخير ومعناه فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا كأن لم يكن بينكم وبينه مودة في الدين
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»