ثم قال * (أو على سفر) * يعني إذا كنتم مسافرين * (أو جاء أحد منكم من الغائط) * والغائط في اللغة اسم المكان المطمئن من الأرض وإنما هو كناية عن قضاء الحاجة ثم قال * (أو لامستم النساء) * قرأ حمزة والكسائي " أو لمستم " وقرأ الباقون * (لامستم) * من الملامسة قال ابن عباس يعني الجماع وقال بعضهم هو المس باليد * (فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا) * يعني إذا أصابكم الحدث أو الجنابة ولم تجدوا ماء * (فتيمموا صعيدا طيبا) * يعني ترابا نظيفا ويقال الصعيد هو ما علا وجه الأرض * (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم) * قال بعضهم الوجه والكفين وهو قول الأعمش والأوزاعي وقال بعضهم إلى المنكبين وهو قول الزهري وقال عامة أهل العلم الوجه واليدين إلى المرفقين وبذلك جاءت الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن عامة الصحابة رضوان الله عليهم اعتبارا بالوضوء ثم قال تعالى * (إن الله كان عفوا) * يعني ذو الفضل والعفو حين أجاز لكم التراب مكان الماء * (غفورا) * لتقصيركم سورة النساء الآيات 44 - 46 قوله تعالى * (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) * يعني أعطوا حظا من علم التوراة * (يشترون الضلالة) * يعني يختارون الكفر على الإسلام قال القتبي وهذا من الاختصار ومعناه * (يشترون الضلالة) * بالهدى يعني يستبدلون هذا بهذا كقوله " إن العهد كان مسؤولا " سورة الإسراء 34 مسؤولا عنه ثم قال * (ويريدون أن تضلوا السبيل) * يعني تتركوا طريق الهدى وهو طريق الإسلام * (والله أعلم بأعدائكم) * يعني يعلم بعداوتهم إياكم يعني هو يعلم بالحقيقة وأنتم تعلمون الظاهر ويقال هذا وعيد لهم فكأنه يقول هو أعلم بعذابهم كما قال في آية أخرى " والله أعلم بالظلمين " سورة الأنعام 58 يعني بعقوبتهم ومجازاتهم ثم قال * (وكفى بالله وليا) * يعني ناصرا لكم ومعينا لكم * (وكفى بالله نصيرا) * يعني مانعا لكم قوله تعالى * (من الذين هادوا) * يعني مالوا عن الهدى قال الزجاج * (من الذين هادوا) * فيه قولان فجائز أن يكون " من " صلة والمعنى ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب الذين هادوا ويجوز أن يكون معناه من الذين هادوا قوم * (يحرفون الكلم عن مواضعه) * يعني
(٣٣٢)