يؤمر كل قوم بأن يجتمعوا إلى معبودهم فإذا انتهوا إليه حزنوا واسودت وجوههم فيبقى المؤمنون وأهل الكتاب والمنافقون فيقول الله تعالى للمؤمنين من ربكم فيقولون ربنا الله عز وجل فيقول لهم أتعرفونه إذا رأيتموه فيقولون سبحانه إذا عرفنا عرفناه فيرونه كما شاء الله تعالى فيخر المؤمنون سجدا لله تعالى فتصير وجوههم مثل الثلج بياضا وبقي المنافقون وأهل الكتاب لا يقدرون على السجود فحزنوا واسودت وجوههم فذلك قوله تعالى * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) * * (فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم) * يعني يقال لهم أكفرتم ولكن حذف القول لأن في الكلام دليلا عليه * (بعد إيمانكم) * يعني يوم الميثاق قالوا بلى يعني المرتدين والمنافقين ويقال هذا لليهود وكانوا مؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث فلما بعث كفروا به وقال أبو العالية هذا للمنافقين خاصة يقول أكفرتم في السر بعد إيمانكم مع إقراركم في العلانية * (فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) * بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا محم بن صاعد حدثنا عباد بن الوليد قال حدثنا محمد بن عباد الهنائي قال حدثنا حميد بن الخياط قال سألت أبا العالية عن هذه الآية * (فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم) * فقال حدثنا أبو أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إنهم الخوارج وسألته عن قوله * (لا تتخذوا بطانة من دونكم) * آل عمران 118 قال سمعته قال إنهم الخوارج ثم قال تعالى * (وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله) * أي في جنة الله قال الزجاج يعني في الجنة التي صاروا إليها برحمة الله تعالى لأن الجنة تنال برحمة الله ولا تنال بالجهد وإن اجتهد المجتهد لأن نعمة الله تعالى لا يكافئها عمل ففي رحمة الله أي في ثواب الله * (وهم فيها خالدون) * يعني دائمين سورة آل عمران 108 - 109 قوله تعالى * (تلك آيات الله) * يعني القرآن * (نتلوها عليك) * يعني ننزل عليك جبريل فيقرأ عليك * (بالحق) * أي بالصدق وقال الزجاج * (تلك آيات الله) * أي تلك التي جرى ذكرها حجج الله وعلاماته * (نتلوها عليك) * أي نعرفك إياها * (وما الله يريد ظلما للعالمين) * يعني لا يعذبهم بغير ذنب ثم قال تعالى * (ولله ما في السماوات وما في الأرض) * قال بعضهم هذا معطوف على
(٢٦٢)