سورة البقرة الآيات 277 - 281 قوله تعالى * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * يعني الطاعات فيما بينهم وبين ربهم * (وأقاموا الصلاة) * يعني الصلوات الخمس * (وآتوا الزكاة) * يعني وأعطوا الزكاة المفروضة " لهم أجرهم عن ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " وقد ذكرناه ثم قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) ولا تعصوه فيما نهاكم من أمر الربا * (إن كنتم مؤمنين) * يعني مصدقين بتحريمه وقال أهل اللغة * (أن) * الخفيفة على ثلاثة أوجه إن بمعنى ما كقوله * (إن الكافرون) * * (إن كانت إلا صيحة واحدة) * يس 29 وإن بمعنى لقد كقوله * (إن كان وعد ربنا لمفعولا) * الإسراء 108 " وتالله إن كنا " * (قال تالله إن كدت لتردين) * الصافات 56 * (إن كنا عن عبادتكم لغافلين) * يونس 29 وإن بمعنى إذ كقوله * (وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) * آل عمران 139 " ما بقي من الربوا إن كنتم مؤمنين " البقرة 278 يعني إذ كنتم مؤمنين نزلت هذه الآية في نفر من بني ثقيف وفي بني المغيرة من قريش وكانت ثقيف يربون لبني المغيرة في الجاهلية وكانوا أربعة أخوة منهم مسعود وعبد ياليل وأخواهما يربون لبني المغيرة فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم على أهل مكة وضع الربا كله وكان أهل الطائف قد صالحوا على أن لهم رباهم على للناس يأخذونه وما كان عليهم من ربا الناس فهو موضوع عنهم لا يؤخذ منهم وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لهم كتابا وكتب في أسفل كتابهم إن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم فلما حل الأجل طلب ثقيف رباهم فاختصموا إلى أمير مكة وهو عتاب بن أسيد فكتب بذلك بالمدينة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولا تستحلوا الربا وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين " يعني مصدقين بتحريم الربا ثم خوفهم فقال عز وجل * (فإن لم تفعلوا) * يعني لم تقروا بتحريم الربا ولم تتركوه * (فأذنوا بحرب من الله ورسوله) * قرا حمزة وعاصم في رواية أبي بكر * (فأذنوا) * بمد الألف وكسر الذال وقرأ أبو عمرو وورش عن نافع * (فأذنوا) * بترك الهمزة ونصب الذال وقرأ الباقون بجزم الألف ونصب الذال
(٢٠٨)