ليعلم أني أنا القادر على ذلك ثم أمر نمروذ بإبراهيم فألقي في النار وهكذا عادة الجبابرة أنهم إذا عورضوا بشيء وعجزوا عن الحجة اشتغلوا بالعقوبة فأنجاه الله من النار وسنذكر قصة ذلك في موضعها إن شاء الله تعالى سورة البقرة الآية 259 ثم قال عز وجل * (أو كالذي مر على قرية) * قال بعضهم معناه إحيائي ليس كإحياء نمروذ ولكن إحيائي كإحياء عزير عليه السلام أحييته بعد مائة عام وقال بعضهم هو معطوف على ما سبق من قوله * (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم) * البقرة 243 و * (إلى الذي حاج إبراهيم في ربه) * البقرة 258 * (أو كالذي مر على قرية) * * (أو) * زيادة في الكلام قال مقاتل والذي مر على قرية هو عزيز بن شرخيا ويروى سرحبا وكان من علماء بني إسرائيل فمر بدير هرقل بين واسط والمدائن ويروى أن شرخيا كان على حمار فمر بها * (وهي خاوية على عروشها) * وقال الضحاك بن مزاحم هو عزيز النبي عليه السلام مر ببيت المقدس وقد خربها بخت نصر وقتل منهم سبعين ألفا وأسر منهم سبعين ألفا أي من بني إسرائيل فمر عزيز فقال * (أنى يحيي هذه الله بعد موتها) * وقال ابن عباس في رواية أبي صالح إن بخت نصر غزا بني إسرائيل فسبى منهم ناسا كثيرا فجاء بهم وفيهم عزير بن شرخيا كان من علماء بني إسرائيل فجاء بهم إلى بابل فخرج ذات يوم لحاجة له إلى دير هرقل على شاطئ دجلة فنزل تحت ظل شجرة وهو على حمار له فربط حماره تحت ظل الشجرة ثم طاف بالقرية فلم ير بها ساكنا * (وهي خاوية على عروشها) * يقول ساقط عروشها يقول ساقطة على سقوفها وذلك أن السقف يقع قبل الحيطان ثم الحيطان على السقف فهي خاوية على عروشها قال بعض أهل اللغة الخاوية الخالية وقال بعضهم بقيت حيطانها لا سقوف عليها فتناول من الفاكهة والتين والعنب ثم رجع إلى حماره فجلس يأكل من تلك الفاكهة ثم عصر من العنب فشربه ثم جعل فضل التين في سلة وفضل العصير في زق ثم نظر إلى القرى فتعجب من كثرة حملها وفناء أهلها ف * (قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها) * فلم يشك في البعث ولكن أحب أن يريه الله كيف يحيي الموتى فلما تكلم عزير بذلك نام في ذلك الموضع
(١٩٧)