فمن قرأ * (فأذنوا) * بلجزم معناه فاعلموا بحرب من الله يعني بإهلاك من الله ويقال معناه فاعلموا أنكم كفار بالله ورسوله ومن قرأ * (فأذنوا) * يعني اعلموا بعضكم بعضا بحرب من الله أي بإهلاك من الله تعالى ورسوله فقالوا وما لنا بحرب من الله ورسوله طاقة فما توبتنا فقال تعالى لهم " فإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم " التي أسلفتم وقال النبي صلى الله عليه وسلم كل ربا كان في الجاهلية فهو موضوع وأول ربا وضع ربا العباس بن عبد المطلب وكل دم كان في الجاهلية فهو موضوع وأول دم وضع دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ثم قال * (لا تظلمون ولا تظلمون) * يعني الطالب لا يظلم بطلب الزيادة ويرضى برأس ماله ولا يظلم المطلوب فينتقص عن رأس المال وذلك أنهم طلبوا رؤوس أموالهم من بني المغيرة فشكوا العسرة يعني بني المغيرة وقالوا ليس لنا شيء وطلبوا الأجل إلى وقت إدراك ثمارهم فنزلت هذه الآية * (وإن كان ذو عسرة) * يعني إن كان المطلوب ذو شدة * (فنظرة إلى ميسرة) * يقول أجله أن يتيسر عليه بإدراك ثمارهم * (وأن تصدقوا) * يقول لو تصدقتم ولا تأخذونه فهو * (خير لكم) * ويقال لئن تصدقتم بالتأخير فهو خير لكم " وإن كنتم تعلمون " أن الصدقة خير لكم قرأ نافع إلى * (ميسرة) * بضم السين وقرأ الباقون والنصب وهما لغتان ومعناهما واحد وقرأ عطاء * (فناظرة) * بالألف وقرأ العامة بغير ألف ومعناها واحد قوله تعالى * (واتقوا يوما ترجعون) * يعني اجتنبوا عذاب يوم ترجعون * (فيه إلى الله) * يعني في يوم القيامة * (ثم توفى كل نفس ما كسبت) * من خير أو شر * (وهم لا يظلمون) * يعني لا ينقصون من ثواب أعمالهم شيئا وروى الضحاك عن ابن عباس أنه قال آخر آية نزلت من القرآن * (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى) * قرأ أبو عمرو * (ترجعون) * بنصب التاء وكسر الجيم وقرأ الباقون * (ترجعون) * بضم التاء ونصب الجيم وقرأ عاصم * (وأن تصدقوا) * بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد لأن التاء أدغمت في الصاد وأصله وإن تصدقوا سورة البقرة
(٢٠٩)