تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢٠٦
لا تنقصون من ثواب أعمالكم وصدقاتكم فتكون " ما " الأولى بمعنى الشرط و " ما " الثانية للجحود و " ما " الثالثة للخبر ثم بين موضع الصدقة فقال عز وجل * (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله) * يعني النفقة والصدقة للفقراء الذين حبسوا أنفسهم في طاعة الله وهم أصحاب الصفة كانوا نحوا من أربعمائة رجل جعلوا أنفسهم للطاعة وتركوا الكسب والتجارة قوله * (لا يستطيعون ضربا في الأرض) * يعني لا يستطيعون الخروج إلى السفر في التجارة * (يحسبهم الجاهل) * قرأ حمزة وعاصم وابن عامر * (يحسبهم) * بنصب السين في جميع القرآن وقرأ الباقون بالكسر وتفسير القراءتين واحد يعني يظن الجاهل بأمرهم وشأنهم أنهم * (أغنياء من التعفف) * لأنهم يظهرون أنفسهم للناس باللباس وغيره كأنهم أغنياء ويتعففون عن المسألة * (تعرفهم بسيماهم) * أي بصفرة الوجوه من قيام الليل وصوم النهار * (لا يسألون الناس إلحافا) * يعني إلحاحا قال ابن عباس رضي الله عنه لا يسألون الناس إلحافا ولا غير إلحاح ويقال أصله من اللحاف لأن السائل إذا كان ملحا فكأنه يلصق بالمسؤول فيصير كاللحاف وجعل ذلك كناية عنه ثم قال تعالى * (وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم) * بما أنفقتم ويقال هذا على معنى التحريض فكأنه يقول عليكم بالفقراء الذين أحصروا في سبيل الله وقال بعضهم هذا على معنى التعجب فكأنه يقول عجبا للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله ويقال إنه رد إلى أول الآية * (وما أنفقتم من نفقة) * * (للفقراء الذين أحصروا) * ثم قال تعالى * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار) * قال مقاتل والكلبي نزلت هذه الآية في شأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كانت له أربعة دراهم لم يملك غيرها فلما نزل التحريض على الصدقة تصدق بدرهم بالليل وبدرهم بالنهار وبدرهم في السر وبدرهم في العلانية فنزلت هذه الآية * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار) * * (سرا وعلانية) * يعني خفية وظاهرا ويقال هذا حث لجميع الناس على الصدقة يتصدقون في الأحوال كلها وفي الأوقات كلها * (فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * الآية سورة البقرة الآيات 275 - 276 قوله تعالى * (الذين يأكلون الربا) * يعني يأكلون الربا استحلالا * (لا يقومون) * يوم القيامة
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»