ثور ووجه أسد ووجه نسر أقدامهم في الصخرة التي تحت الأرضين هكذا قال الكلبي ومقاتل ويقال يدعو بالوجه بالذي كوجه الإنسان لبني آدم ويسأل الله تعالى لهم الرزق والرحمة والمغفرة وبالوجه الذي كوجه الثورة يدعو للأنعام بالرزق وبالوجه الذي كوجه الأسد يدعو للوحوش وبالوجه الذي كوجه النسر يدعو للطير وروي عن محمد بن الحنفية أنه قال لما نزلت آية الكرسي خر كل صنم في دار الدنيا وخر كل ملك في الدنيا على وجهه وسقطت التيجان عن رؤوسهم وهربت الشياطين يضرب بعضهم بعضا فاجتمعوا إلى إبليس وأخبروه بذلك فأمرهم أن يبحثوا عن ذلك فجاؤوا إلى المدينة فبلغهم أن آية الكرسي قد نزلت وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ آية الكرسي خلف كل صلاة أعطاه الله تعالى صلاة الشاكرين وصلاة المطيعين وصلاة الصابرين ولا يمنعهم دخول الجنة إلا الموت سورة البقرة الآية 256 قوله تعالى * (لا إكراه في الدين) * يعني لا تكرهوا في الدين أحدا بعد فتح مكة وبعد إسلام العرب * (قد تبين الرشد من الغي) * يعني قد تبين الهدى من الضلالة ويقال قد تبين الإسلام من الكفر فمن أسلم وإلا وضعت عليه الجزية ولا يكره على الإسلام * (فمن يكفر بالطاغوت) * يعني بالشيطان ويقال الصنم ويقال هو كعب بن الأشرف * (ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها) * يعني لا انقطاع لها ولا زوال لها ولا هلاك لها ويقال قد استمسك بالدين الذي لا انقطاع له من الجنة * (والله سميع) * لقولهم * (عليم) * بهم سورة البقرة الآية 257 ثم قال عز وجل * (الله ولي الذين آمنوا) * يعني حافظهم ومعينهم وناصرهم * (يخرجهم من الظلمات إلى النور) * يعني من الكفر إلى الإيمان واللفظ للمستقبل والمراد به الماضي أي أخرجهم ويقال يثبتهم على الاستقامة كما أخرجهم من الظلمات أي من ظلمة الدنيا ومن ظلمة القبر ومن ظلمة الصراط إلى الجنة * (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت) * يعني اليهود أولياؤهم كعب بن الأشرف
(١٩٥)