وأصحابه ويقال المشركون أولياؤهم الشياطين * (يخرجونهم من النور إلى الظلمات) * يعني يدعونهم إلى الكفر كما قال في آية أخرى * (أن أخرج قومك) * إبراهيم 5 يعني ادع قومك * (أولئك أصحاب النار) * يعني أهل النار * (هم فيها خالدون) * أي دائمون سورة البقرة الآية 258 ثم قال عز وجل * (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه) * يقول ألم تخبر قصة الذي خاصم إبراهيم في توحيد ربه * (أن آتاه الله الملك) * وهو نمروذ بن كنعان وهو أول من ملك الدنيا كلها وكانوا خرجوا إلى عيد لهم فدخل إبراهيم عليه السلام على أصنامهم فكسرها فلما رجعوا قال لهم أتعبدون ما تنحتون فقالوا له من تعبد أنت قال أعبد ربي الذي يحيي ويميت وقال بعضهم كان نمروذ يحتكر الطعام وكانوا إذا احتاجوا إلى الطعام كانوا يشترون منه فإذا دخلوا عليه سجدوا له فدخل عليه إبراهيم فلم يسجد له فقال له نمروذ ما لك لم تسجد لي فقال أنا لا أسجد إلا لربي فقال له نمروذ من ربك فقال له إبراهيم (ربي الذي يحيي ويميت قال) له نمروذ * (أنا أحيي وأميت) * قال إبراهيم كيف تحيي وتميت فجاءه برجلين فقتل أحدهما وخلى سبيل الآخر ثم قال قد أمت أحدهما وأحييت الآخر " قال " له * (إبراهيم) * إنك أحييت الحي ولم تحيي الميت وإن ربي يحيي الميت فخشي إبراهيم أن يلبس نمروذ على قومه فيظنون أنه أحيا الميت كما وصف لهم نمروذ فجاءه بحجة أظهر من ذلك قال إبراهيم * (فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب) * فإن قيل لم يثبت إبراهيم على الحجة الأولى وانتقل إلى حجة أخرى والانتقال في المناظرة من حجة إلى حجة غير محمود قيل له الانتقال على ضربين انتقال محمود إذا كان بعد الإلزام وانتقال مذموم إذا كان قبل الإلزام وإبراهيم عليه السلام انتقل بعد الإلزام لأنه قد بين له فساد قوله حيث قال إنك قد أحييت الحي ولم تحيي الميت وجواب آخر إن قصد إبراهيم عليه السلام لم يكن للمناظرة وإنما كان قصده إظهار الحجة فترك مناظرته في الإحياء والإماتة على ترك الإطالة وأخذ بالاحتجاج بالحجة المسكتة ولأن الكافر هو الذي ترك حد النظر حيث لم يسأل عما قال له إبراهيم ولكنه اشتغل بالجواب عن ذات نفسه حيث قال أنا أحيي وأميت وقوله عز وجل * (فبهت الذي كفر) * يعني انقطع وسكت متحيرا يقال بهت الرجل إذا تحير * (والله لا يهدي القوم الظالمين) * يعني لا يرشدهم إلى الحجة والبيان وروي في الخبر أن الله عز وجل قال وعزتي وجلالي لا تقوم الساعة حتى آتي بالشمس من المغرب
(١٩٦)