تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ١٦١
يقولون إذا وقفوا اللهم ارزقنا إبلا وبقرا وغنما وعبيدا وإماء وأموالا ولم يكونوا يسألون لأنفسهم التوبة ولا المغفرة فأنزل الله تعالى * (فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا) * * (وما له في الآخرة من خلاق) * أي نصيب سورة البقرة الآيات 201 - 202 قوله تعالى * (ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة) * قال ابن عباس يعني المغفرة والشهادة والغنيمة * (وفي الآخرة حسنة) * أي الجنة وقال القتبي الحسنة النعمة كقوله * (إن تصبك حسنة تسؤهم) * التوبة 50 أي نعمة وقال الحسن البصري * (آتنا في الدنيا حسنة) * أي العلم والعبادة * (وفي الآخرة حسنة) * أي الجنة قال الإمام حسنة الدنيا ذكر ثوابك وقوت من الحلال يكفيك وزوجة صالحة ترضيك وعلم إلى الحق يهديك وعمل صالح ينجيك وأما حسنة الآخرة أرض الخصومات وعفو السيئات وقبول الطاعات والنجاة من الدركات والفوز بالدرجات * (وقنا عذاب النار) * يعني ادفع عنا عذاب النار * (أولئك) * الذين يدعون بهذا الدعاء * (لهم نصيب) * أي حظ * (مما كسبوا) * من حجهم ويقال لهم ثواب مما عملوا وقال قتادة ذكر لنا أن رجلا كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ويقول اللهم ما كنت معاقبني به في الآخرة فعجله لي في الدنيا فأضني الرجل في مرضه حتى نحل جسمه فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فأخبره بأنه كان يدعو بكذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابن آدم إنك لا تستطيع أن تقوم بعقوبة الله تعالى ولكن قل * (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) * فدعا بها الرجل فبرأ ثم قال عز وجل * (والله سريع الحساب) * قال الكلبي إذا حاسب فحسابه سريع ويقال والله سريع الحفظ وقال الضحاك يعني لا يغالط العباد في الحساب يوم القيامة ولا يشغله ذلك ويقال يحاسب كل إنسان فيظن كل واحد منهم أنه يحاسبه خاصة سورة البقرة الآية 203 وقوله تعالى * (واذكروا الله في أيام معدودات) * أي معروفات وهي أيام التشريق وقال القتبي المعدودات أيام التشريق والمعلومات أيام النحر بدليل قوله " في أيام معلومات على ما
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»