بها، وتغلق أبواب روحه من تقبل أية حقيقة، فيخسر الحس التشخيصي والقدرة على التمييز، والتي تعتبر من النعم الإلهي العالية.
" الطبع " هنا: بمعنى " الختم "، وهو إشارة إلى حالة الإحكام المطلق، فلو أراد شخص مثلا أن يغلق صندوقا معينا بشكل محكم كي لا تصل إليه الأيدي فإنه يقوم بربطه بالحبال وغيرها، ومن ثم يقوم بوضع ختم من الشمع على باب الصندوق للاطمئنان من عبث العابثين.
ثم تعرض الآية التالية عاقبة أمرهم، فتقول: لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون.
وهل هناك من هو أتعس حالا من هذا الإنسان الذي خسر جميع طاقاته وامكاناته لنيل السعادة الدائمة باتباعه هوى النفس.
وبعد ذكر الفئتين السابقتين، أي الذين يتلفظون بكلمات الكفر وقلوبهم ملأى بالإيمان، والذين ينقلبون إلى الكفر مرة أخرى بكامل اختيارهم ورغبتهم، فبعد ذلك تتطرق الآية التالية إلى فئة ثالثة وهم البسطاء المخدوعون في دينهم، فتقول:
ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم (1).
فالآية دليل واضح على قبول توبة المرتد، ولكن الآية تشير إلى من كان مشركا في البداية ثم أسلم، فعليه يكون المقصود به هو (المرتد الملي) وليس (المرتد الفطري) (2).
وتأتي الآية الأخيرة لتقدم تذكيرا عاما بقولها: يوم تأتي كل نفس تجادل