تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥٤٧
بسم الله الرحمن الرحيم والنازعات غرقا * (1) * والناشطات نشطا * (2) * والسابحات سبحا * (3) * فالسابقات سبقا * (4) * فالمدبرات أمرا * (5) * يوم ترجف الراجفة * (6) * تتبعها الرادفة * (7) * قلوب يومئذ واجفة * (8) * أبصرها خشعة * (9) * يقولون أإنا لمردودون في الحافرة * (10) * أإذا كنا عظاما نخرة * (11) * قالوا تلك إذا كرة خاسرة * (12) * فإنما هي زجرة واحدة * (13) * فإذا هم بالساهرة * (14) * هل أتاك حديث موسى * (15) * إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى * (16) * اذهب إلى فرعون إنه طغى * (17) * فقل هل لك إلى أن تزكى * (18) * وأهديك إلى ربك فتخشى * (19) * فأراه الآية الكبرى * (20) * فكذب وعصى * (21) * ثم أدبر يسعى * (22) * فحشر فنادى * (23) * فقال أنا ربكم الأعلى * (24) * فأخذه الله نكال الآخرة والأولى * (25) * إن في ذلك لعبرة لمن يخشى * (26) * ء أنتم أشد خلقا أم السماء بناها * (27) * رفع سمكها فسواها * (28) * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها * (29) * والأرض بعد ذلك دحاها * (30) * أخرج منها ماءها ومرعاها * (31) * والجبال أرساها * (32) * متعا لكم ولأنعامكم * (33) * فإذا جاءت الطامة الكبرى * (34) *
____________________
(79 - سورة النازعات خمس أو ست وأربعون آية مكية) (بسم الله الرحمن الرحيم) (والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا) أقسم تعالى بالملائكة التي تنزع من أقصى أبدانهم وتنشط أي تخرج أرواحهم بعنف أو أرواح المؤمنين برفق وتسبح بها كالسابح بشئ في الماء فتسبق الأرواح إلى محالها فتدبر جسما أمرت به أو ما عدا الأولين للملائكة التي تسبح أي تسرع في مضيها فتسبق إلى ما أمرت به فتدبر أمره أو بالنجوم التي تنزع من المشرق غرقا في النزع حتى تغيب في المغرب وتنشط من برج إلى برج أي تخرج وتسبح في الفلك فيستبق بعضها بعضا في السير فتدبر أمرا خلقت لأجله كتقدير الأزمنة والفصول أو بسرايا الغزاة تنزغ القسي بإغراق السهام وتنشطها منها وتسرع في مضيها فتسبق إلى الجهاد فتدبر أمره وجواب القسم محذوف أي لتبعثن بدليل (يوم ترجف الراجفة) النفخة الأولى يرجف بها كل شئ أي يتزلزل أو هي الأرض والجبال (تتبعها الرادفة) النفخة الثانية والسماء والكواكب تتفطر وتنتثر (قلوب يومئذ واجفة) قلقة من الخوف (أبصارها خاشعة) أبصار أهلها ذليلة (يقولون) إنكارا للبعث (أإنا لمردودون) بعد الموت (في الحافرة) في الحالة الأولى أي الحياة (أإذا كنا عظاما نخرة) بالية (قالوا) استهزاء (تلك) أي رجعتنا إلى الحياة (إذا) إن صحت (كرة خاسرة) رجعة ذات خسران أو خاسر أهلها (فإنما هي) أي ما الكرة إلا (زجرة) صيحة (واحدة) وهي النفخة الثانية (فإذا هم بالساهرة) بوجه الأرض أحياء بعد ما كانوا ببطنها أمواتا سمي بها لأن سالكها يسهر خوفا وقيل هي أرض القيامة أو جهنم (هل أتاك حديث موسى) استفهام تقرير لتسليته (صلى الله عليه وآله وسلم) وتهديد قومه المكذبين بما أصاب من كذب موسى (إذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى) فسر في طه (1) فقال له (اذهب إلى فرعون إنه طغى) تجبر في كفره (فقل هل لك إلى أن تزكى) تتزكى أي تتطهر من الكفر (وأهديك إلى ربك) أدلك على معرفته (فتخشى) قهره وعظمته (فأراه الآية الكبرى) من آياته وهي العصا أو هي واليد (فكذب) بها وسماها سحرا (وعصى) الله تمردا (ثم أدبر) عن الإيمان أو عن الجنة (يسعى) في دفع موسى أو مسرعا في الهرب (فحشر) فجمع جنوده والسحرة (فنادى) فيهم (فقال أنا ربكم الأعلى) لا رب فوقي (فأخذه الله نكال) مصدر مؤكد أي نكل به تنكيل (الآخرة) أي فيها بالإحراق (والأولى) بالإغراق (إن في ذلك) المذكور (لعبرة لمن يخشى) الله (أأنتم) أي منكر والبعث (أشد) أصعب (خلقا أم السماء) ثم بين كيف خلقها فقال (بناها رفع سمكها) جمل مقدار علوها رفيعا (فسواها) جعلها مستوية بلا تفاوت ولا عيب

(1) انظر الآية 12 منها.
(٥٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 542 543 544 545 546 547 548 549 550 551 552 ... » »»