تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٧٢
والانس إنهم كانوا خاسرين * (18) * ولكل درجت مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون * (19) * ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيبتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون * (20) * واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم * (21) * قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين * (22) * قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون * (23) * فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم * (24) * تدمر كل شئ) * بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مسكنهم كذلك نجزى القوم المجرمين * (25) * ولقد مكنهم فيما إن مكنكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شئ إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون * (26) *
____________________
والإنس) بيان الأمم (إنهم كانوا خاسرين) استئناف يعلل الحكم (ولكل) من الجنسين (درجات) مراتب متصاعدة في الجنة ومتنازلة في النار (مما عملوا) من جزاء ما عملوا من خير وشر (أو ليوفيهم (1) أعمالهم) جزاءها (وهم لا يظلمون) في الجزاء (ويوم يعرض الذين كفروا على النار) يدخلونها وقيل تعرض هي عليهم فقلبت مبالغة يقال لهم (أذهبتم (2) طيباتكم) لذاتكم (في حياتكم الدنيا) باشتغالكم بها (واستمتعتم بها) فاستوفيتموها (فاليوم تجزون عذاب الهون) الهوان (بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون) بسبب تكبركم وفسقكم أو بمقابلتهما (واذكر أخا عاد) أي هودا (إذ أنذر قومه بالأحقاف) جمع حقف وهو رمل مستطيل مرتفع دون الجبل واد يسكنونه بين عمان ومهرة أو الشحر من اليمن (وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه) مضت الرسل قبل هود وبعده (ألا) بأن لا أو أي لا (تعبدوا إلا الله إني (3) أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) إن عبدتم غيره (قالوا أجئتنا لتأفكنا (4) عن آلهتنا) لتصرفنا (فأتنا بما تعدنا) من العذاب (إن كنت من الصادقين) في مجيئه (قال إنما العلم عند الله) هو يعلم وقت عذابكم لا أنا (وأبلغكم (5) ما أرسلت به) ما علي إلا البلاغ (ولكني (6) أراكم قوما تجهلون) باستعجالكم العذاب (فلما رأوه) أي الموعود أو مبهم يفسره (عارضا) سحابا عرض في أفق السماء (مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا) قال تعالى (بل هو ما استعجلتم به) من العذاب (ريح فيها عذاب أليم تدمر) تهلك (كل شئ) مرت به (بأمر ربها) بإرادته فأهلكتهم (فأصبحوا) بحيث لو جئتهم (لا يرى إلا مساكنهم (7) كذلك) كما جزيناهم (نجزي القوم المجرمين) من أمثالهم (ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه) إن نافية أي مكناهم في الذي أو في شئ لم نمكنكم من القوة والمال (وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة) ليدركوا الحجج ويتفكروا فيها (فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شئ) أي شيئا من الإغناء (إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق) حل (بهم ما كانوا به يستهزئون) من العذاب...

(1) ولتوفيهم.
(2) إذهبتم - آأذهبتم.
(3) إني: بفتح الياء.
(4) أجيتنا لتافكنا.
(5) أبلغكم: بسكون الباء وكسر اللام مخففة.
(6) ولكني. بفتح الياء.
(7) لا ترى إلا مساكنهم: بفتح النون.
(8) أغنى: بكسر النون بعدها ياء.
(٤٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 ... » »»