تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٠٦
ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتب مبين * (3) * ليجزى الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة ورزق كريم * (4) * والذين سعوا في آياتنا معجزين أولئك لهم عذاب من رجز أليم * (5) * ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدى إلى صراط العزيز الحميد * (6) * وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد * (7) * أفترى على الله كذبا أم به جنة) * بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلل البعيد * (8) * أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب * (9) *، ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبى معه والطير وألنا له الحديد * (10) * أن اعمل سبغت وقدر في السرد واعملوا صلحا إني بما تعملون بصير * (11) * ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير * (12) * يعملون له ما يشاء من محريب وتمثيل وجفان
____________________
ولا أصغر من ذلك ولا أكبر) رفعا بالابتداء لا بالعطف على مثقال لقوله (إلا في كتاب مبين) بين هو اللوح (ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات) علة لمجيئها (أولئك لهم مغفرة ورزق كريم) في الجنة (والذين سعوا (1) في آياتنا) بالإبطال (معاجزين) مسابقين لنا ظانين أن يفوتونا (أولئك لهم عذاب من رجز) سئ العذاب (أليم ويرى) يعلم (الذين أوتوا العلم) من الصحابة أو مؤمني أهل الكتاب أو الأعم منهما (الذي أنزل إليك من ربك) القرآن (هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد وقال الذين كفروا) بعضهم لبعض (هل ندلكم على رجل) أي محمد (ينبئكم) يخبركم بأمر عجيب (إذا مزقتم كل ممزق) فرقت أوصالكم كل تفريق وعامل إذا ما دل عليه (إنكم لفي خلق جديد) أي تبعثون (أفترى على الله كذبا) استغنى بهمزة الاستفهام عن همزة الوصل (أم به جنة) جنون يخيل له ذلك فيهذي به واحتج بمقابلتهم إياه بالافتراء مع عدم اعتقادهم صدقه على ثبوت واسطة بين الصدق والكذب ورد بأن الكذب أعم من الافتراء (بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد) عن الحق (أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم) ما أحاط بجوانبهم (من السماء والأرض) فيستدلون بهما على قدرته (إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا (3)) قطعة (من السماء) لكفرهم (إن في ذلك) الذي يرونه (لآية) لدلالة (لكل عبد منيب) راجع إلى ربه (ولقد آتينا داود منا فضلا) على غيره بالنبوة والكتاب (يا جبال أوبي) ارجعي (معه) التسبيح وذلك إما بخلق صوت فيها أو ببعثها له على التسبيح إذا تفكر فيها أو يسري معه حيث سار (والطير) عطف على محل جبال أي ودعوناها تسبح معه (وألنا له الحديد) فصار في يده كالشمع يعمل به ما شاء (أن) أمرناه بأن أو أي (اعمل سابغات) دروعا تامات وهو أول من عملها (وقدر في السرد) في نسجها بحيث تتناسب حلقها (واعملوا صالحا) أي أنت وأهلك (إني بما تعملون بصير) فأجازيكم به (ولسليمان) وسخرنا له (الريح غدوها شهر ورواحها شهر) بالغداة والعشي مسيرة شهر (وأسلنا له عين القطر) النحاس المذاب (ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه) بأمره (ومن يزغ) يعدل (منهم عن أمرنا) له بطاعته (نذقه من عذاب السعير) النار في الآخرة أو في الدنيا يضر به ملك بسوط من نار فيحرقه (يعملون له ما يشاء من محاريب) أبنية رفيعة وقصور منيعة (وتماثيل) صور الملائكة والأنبياء ليقتدى بهم، وعن الصادق (عليه السلام) أنها صور الشجر وشبهه (وجفان) صحاف جمع جفنة...

(1) " سعو " في سبأ " وعتو " في الفرقان، " وجاؤا " " وباؤ " أينما وقع بدون الألف من المستثنيات اه‍ مقنع.
(2) معجزين: بتشديد الجيم بالكسر.
(3) كسفا " بسكون السين ".
(4) الرياح.
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»