تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٩٩
فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا * (19) * يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب يودوا لو أنهم بأدون في الأعراب يسلون عن أنبائكم ولو كانوا فيكم ما قتلوا إلا قليلا * (20) * لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا * (21) * ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما * (22) * من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا * (23) * ليجزى الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما * (24) * ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا * (25) * وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا * (26) * وأورثكم
____________________
(فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت) سكراته (فإذا ذهب الخوف) وحيزت الغنائم (سلقوكم) خاصموكم (بألسنة حداد) ذربة طلبا للغنيمة (أشحة على الخير) الغنيمة (أولئك لم يؤمنوا) باطنا (فأحبط الله أعمالهم) الباطلة أي أظهر بطلانها (وكان ذلك) الإحباط (على الله يسيرا) هينا (يحسبون (1)) أي هؤلاء لجبنهم (الأحزاب لم يذهبوا) منهزمين وقد ذهبوا فانصرفوا إلى المدينة خوفا (وإن يأت الأحزاب) كرة أخرى (يودوا) يتمنوا (لو أنهم بأدون في الأعراب) خارجون إلى البدو وكائنون في الأعراب (يسألون (2) عن أنبائكم) أخباركم (ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا) رياء (لقد كان لكم في رسول الله أسوة (3) حسنة) أي هو قدوة يحسن التأسي به في الثبات في الحرب وغيره (لمن كان يرجو الله) يأمل ثوابه ويخاف عقابه (واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) أي المقتدي بالرسول هو الراجي المواظب على الذكر (ولما رأى (4) المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله) في الوعد (وما زادهم) ما رأوا (إلا إيمانا) بوعد الله (وتسليما) لأمره (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) من الثبات مع الرسول (فمنهم من قضى نحبه) نذره قاتل حتى قتل كحمزة (ومنهم من ينتظر) الشهادة كعلي (وما بدلوا) العهد (تبديلا) كما بدل المنافقون (ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء) إذا لم يتوبوا (أو يتوب عليهم) إن تابوا (إن الله كان غفورا رحيما) لمن تاب (ورد الله الذين كفروا) أي الأحزاب (بغيظهم لم ينالوا خيرا) ظفرا (وكفى الله المؤمنين القتال) بعلى والريح والملائكة (وكان الله قويا) على ما يريد (عزيزا) غالبا على أمره (وأنزل الذين ظاهروهم) وعاونوا الأحزاب (من أهل الكتاب) قريظة (من صياصيهم) حصونهم (وقذف في قلوبهم الرعب (5)) الخوف (فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم

(1) يحسبون: بكسر السين.
(2) يساءلون: بفتح أوله وتشديد السين: بالفتح.
(3) إسوة.
(4) رء. رء بفتح الراء وكسرها.
(5) قلوبهم " بضم الباء والهاء " الرعب: " بضم العين " قلوبهم: بكسر الباء والهاء والميم.
(٣٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 ... » »»