تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٨٧
من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون * (20) * ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون * (21) * ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعلمين * (22) * ومن آياته منامكم باليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون * (23) * ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون * (24) * ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون * (25) * وله من في السماوات والأرض كل له قانتون * (26) * وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم * (27) * ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون * (28) * بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدى من أضل الله وما لهم
____________________
من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا) خلق حواء من ضلع آدم أو من فضل طينته وسائر النساء من نطف الرجال أو من سائر جنسكم (لتسكنوا إليها) لتألفوها (وجعل بينكم) بين الرجال والنساء أو أشخاص النوع (مودة ورحمة) بالزواج لا لسابقة معرفة أو رحم (إن في ذلك) المذكور (لآيات) على قدرته وحكمته (لقوم يتفكرون) فيه (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم) لغاتكم بأن علم كل أناس لغة أو ألهمهم وضعها أو كيفيات نطقكم التي يمتاز بها كل شخص عن غيره (وألوانكم) من بياض وسواد وغيرهما (إن في ذلك لآيات للعالمين) الثقلين والملائكة وقرئ بكسر اللام أي أولى العلم (ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله) نومكم في الوقتين للاستراحة وطلب معاشكم فيهما أو نومكم بالليل وطلبكم بالنهار فلفه لكن فصل بين الفعلين بالوقتين إيذانا بصلاحية كل منهما للا ~ خر عند الحاجة وإن خصوا بأحدهما ويوافقه الآيات المتضمنة له (إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون) سماع تدبر (ومن آياته يريكم البرق خوفا) من الصاعقة وللمسافر (وطمعا) في المطر وللحاضر (وينزل (1) من السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) يتفكرون بعقولهم ليعلموا قدرة مدبرها وحكمته (ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره) بإرادته بغير عمد (ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون) عطف على أن تقوم بتأويل مفرد أي من آياته قيامهما ثم خروجكم من القبور إذا دعاكم دعوة واحدة يا أهل القبور اخرجوا (وله من في السماوات والأرض) ملكا وخلقا (كل له قانتون) منقادون لفعله بهم (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده) بعد إهلاكهم (وهو) أي الإعادة والتذكير على معنى أن يعيد (أهون عليه) من البدء بالقياس على أصولكم وإلا فهما سواء في السهولة وقيل أهون بمعنى هين وقيل الهاء للخلق (وله المثل) الوصف (الأعلى) الذي ليس لغيره مثله من الوحدانية والقدرة والحكمة (في السماوات والأرض) نطقا ودلالة (وهو العزيز) في ملكه (الحكيم) في صنعه (ضرب لكم مثلا) منتزعا (من أنفسكم) التي هي أقرب شئ منكم (هل لكم من ما (2) ملكت أيمانكم من شركاء في ما (3) رزقناكم) من الأموال (فأنتم) وهم (فيه سواء) لا فضل بينكم وبينهم مع كونهم بشرا مثلكم (تخافونهم) أن تنفردوا بتصرف فيه (كخيفتكم أنفسكم) أمثالكم من الأحرار أي لا ترضون بذلك فكيف تشركون بالله مماليكه في الإلهية (كذلك) التفصيل (نفصل الآيات) نبينها (لقوم يعقلون) يتدبرون بعقولهم (بل اتبع الذين ظلموا) أشركوا (أهواءهم بغير علم) جاهلون يهيمون كالبهائم (فمن يهدي من أضل الله) أي لا هادي لمن خذله ولم يلطف به (ومالهم...

(1) ينزل " بسكون النون ".
(2) من ما بالانفصال.
(3) في ما: مختلف والأكثر على القطع.
(٣٨٧)
مفاتيح البحث: العزّة (1)، الضرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»