تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٣٩
ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين * (12) * لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون * (13) * ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم * (14) * إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم * (15) * ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم * (16) * يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين * (17) * ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم * (18) * إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون * (19) * ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم * (20) * يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكى من يشاء والله سميع عليم * (21) * ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمسكين
____________________
ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم) ظن بعضهم ببعض (خيرا) وعدل عن الخطاب إلى الغيبة مبالغة في التوبيخ وإيذانا باقتضاء الإيمان ظن الخير بالمؤمنين ورد الطعن عنهم كرده عن أنفسهم وفصل لولا عن فعله بالظرف اتساعا تنزيلا له منزلته لأهميته لوجوب ظن الخير أول ما سمعوا (وقالوا هذا إفك مبين) كذب بين (لولا) هلا (جاؤوا) أي العصبة (عليه بأربعة شهداء) شاهدوه (فإذ) فحين (لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله) في حكمه (هم الكاذبون) انتهى المقول (ولولا) امتناعية (فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة) أي فضله عليكم في الدنيا (لمسكم) عاجلا أو في الآخرة (فيما أفضتم) خضتم (فيه عذاب عظيم إذ) ظرف لمسكم أو أفضتم (تلقونه) بحذف إحدى التاءين (بألسنتكم) أي بأخذه بعضكم من بعض بالسؤال عنه (وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم) أي قولا لا وجود له إلا بالعبارة ولا حقيقة لموارده في الواقع (وتحسبونه (1) هينا) لا إثم فيه (وهو عند الله عظيم) في الإثم (ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون) ما يحل (لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم) تعجب ممن يقوله أو تنزيه له تعالى من أن تكون زوجة نبيه فاجرة إذ فجورها منفر عنه بخلاف كفرها (يعظكم الله) ينهاكم أو يحرم عليكم (أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين) تقبلون الوعظ (ويبين الله لكم الآيات) الدالة على حكمته فيما شرع لعباده (والله عليم) بأحوالهم (حكيم) في تدبيره لهم (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة) تفشوا (في الذين آمنوا) بأن ينسبوها إليهم (لهم عذاب أليم في الدنيا) بالحد للقذف (والآخرة) في النار (والله يعلم) ما في القلوب فيعاقب على حب الإشاعة (وأنتم لا تعلمون) فعاقبوا على ما يظهر لكم (ولولا فضل الله عليكم ورحمته) تكرير للمنة بترك المعاجلة بالعقاب مع المبالغة فيها بقوله (وأن الله رؤوف رحيم) وحذف الجواب اكتفاء بذكره سابقا (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات (2) الشيطان) أثره وتسويله بإشاعة الفاحشة (ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه) أي المتبع والشيطان بتقدير عائد (يأمر بالفحشاء) أقبح القبيح (والمنكر) شرعا أو عقلا (ولولا فضل الله عليكم ورحمته) بتوفيقكم لما تصيرون به أذكياء (ما زكى (3) منكم من أحد أبدا) ما طهر من دنس الذنوب (ولكن الله يزكي) يطهر بلطفه (من يشاء) ممن يعلمه أهلا للطفه (والله سميع) لأقوالكم (عليم) بأحوالكم ومن يصلح للطفه (ولا يأتل) ولا يحلف من الألية أو لا يقصر من الألو (أولو الفضل منكم) أهل الغنى (والسعة) في المال (أن يؤتوا) أو في أن يؤتوا (أولى القربى والمساكين...

(1) تحبسونه: بكسر السين.
(2) وقرئ: بضمتين والهمزة " من المجمع ".
(3) انفق أصحاب الإمالة بعدم الإمالة في خمس كلمات وهى " ما زكى. وحتى. وإلى. والدي. وعلى " والأولى خامسة وهذا الموضع والأربعة الباقية بعدم الإمالة حيث وقعت في التنزيل مطردا.
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»