تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٣٦
ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد * (87) * قال يقوم أرءيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الأصلح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب * (88) * ويقوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صلح وما قوم لوط منكم ببعيد * (89) * واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود * (90) * قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز * (91) * قال يقوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط * (92) * ويقوم اعملوا على مكانتكم إني عمل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كذب وارتقبوا إني معكم رقيب * (93) * ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديرهم جاثمين * (94) * كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود * (95) *
____________________
ما يعبدوا آباؤنا) من الأصنام (أو أن نفعل) أي أو نترك فعلنا (في أموالنا ما نشاء (1)) من البخس (إنك لأنت الحليم الرشيد) قالوا ذلك استهزاء أو أرادوا ضده (قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة) بيان وبصيرة (من ربي ورزقني منه رزقا حسنا) مالا حلالا وتقدير جواب الشرط أفأكفر نعمه (وما أريد أن أخالفكم) وأقصد (إلى ما أنهاكم (2) عنه) فارتكبه (إن أريد) بما آمركم به وأنهاكم عنه (إلا الإصلاح) لكم دينا ودنيا (ما استطعت) مدة استطاعتي (وما توفيقي (3) إلا بالله عليه توكلت) لا على غيره (وإليه أنيب) أرجع من النوائب أو في المعاد (ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي (4)) لا يكسبنكم خلافي (أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح) من الغرق (أو قوم هود) من الريح (أو قوم صالح) من الرجفة (وما قوم لوط منكم ببعيد) فاعتبروا بهم (واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم) بالتائبين (ودود) محب لهم أي مريد لمنافعهم (قالوا يا شعيب ما نفقه) نفهم (كثيرا مما تقول وإنا لنراك (5) فينا ضعيفا) بدنا أو ذليلا (ولولا رهطك) عشيرتك وحرمتهم (لرجمناك) بالحجارة أو لشتمناك (وما أنت علينا بعزيز) بل لعزة قومك (قال يا قوم أرهطي (6) أعز عليكم من الله) فتتركون رجمي لأجلهم لا لله (واتخذتموه وراءكم ظهريا) كالمنبوذ خلف الظهر فنسيتموه (إن ربي بما تعملون محيط) لا يفوته شئ (ويا قوم اعملوا على مكانتكم (7) إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه) مر في الأنعام (8) تفسيره (ومن هو كاذب وارتقبوا) انتظروا ما أعدكم به (إني معكم رقيب) منتظر (ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة) صاح بهم جبرئيل فماتوا (فأصبحوا في ديارهم جاثمين) صرعى على وجوههم موتى (كأن) كأنهم (لم يغنوا) لم يقيموا (فيها ألا بعدا لمدين) عن رحمة الله أو هلاكا لهم (كما بعدت ثمود) أهلكوا بصحيحة أيضا لكن من تحتهم...

(1) ما نشا.
2 - أنهيكم.
3 - توفيقي.
4 - شقاقى: بفتح الياء.
5 - لنريك.
6 - أرهطى: بفتح الياء.
7 - مكاناتكم.
8 - أنظر الآية 135 منها.
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»