تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٤٢
إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين * (26) * وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين * (27) * فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم * (28) * يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين * (29) *، وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين * (30) * فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن واعتدت لهن متكا وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم * (31) * قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين * (32) * قال رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه وإلا تصرف عنى كيدهن أصب إليهن وأكن من الجهلين * (33) * فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم * (34) * ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين * (35) * ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا
____________________
(قال) يوسف (هي راودتني عن نفسي) طالبتني بالسوء (وشهد شاهد من أهلها) صبي في المهد ابن أختها أو ابن عمها وقيل رجل كان مع زوجها فقال (إن كان قميصه قد من قبل) من قدامه (فصدقت وهو من الكاذبين) لدلالته على أنه قصدها فدفعته (وإن كان قميصه قد من دبر) من خلفه (فكذبت وهو (1) من الصادقين) لدلالته على أنه فر وتعلقت به (فلما رأى (2) قميصه قد من دبر قال إنه) أي الصنع (من كيدكن إن كيدكن عظيم) يا (يوسف أعرض عن هذا) الحديث ولا تذكرة لئلا يفشو (واستغفري لذنبك) يا زليخاء (إنك كنت من الخاطئين) ذكر تغليبا (وقال نسوة في المدينة) مصر (امرأة العزيز تراود فتاها (3) عن نفسه) تدعو عبدها إلى الفجور بها (قد شغفها حبا) تمييز أي دخل حبه شغاف قلبها أي غشاءه (إنا لنراها (4) في ضلال مبين فلما سمعت بمكرهن) بتعبيرهن لها سمي مكرا لإرادتهن بذلك رؤية يوسف (أرسلت إليهن (5)) ودعتهن في جملة أربعين امرأة (وأعتدت) أعدت (لهن متكئا (6)) وسائد يتكئن عليها وقيل أترجا (وآتت) أعطت (كل واحدة منهن سكينا) ليقطعن بها الفواكه واللحم (وقالت (7)) ليوسف (اخرج عليهن (8) فلما رأينه أكبرنه) أعظمنه وبهتن لجماله وقيل حضن (وقطعن أيديهن) جرحنها بالسكين للدهشة (وقلن حاش (9) لله) تنزيها له (ما هذا بشرا) إذ لم يعهد حسنه لبشر (إن هذا إلا ملك كريم) لجماله وعفته (قالت فذلكن) هذا هو الفتى (الذي لمتنني فيه) في حبه فقد رأيتن ما أصابكن برؤيته مرة فكيف ألام وأنا أشاهده دائما (ولقد راودته عن نفسه فاستعصم) امتنع طلبا للعصمة (ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين) الأذلاء (قال) حين توعدنه ودعونه إلى أنفسهن (رب) يا رب (السجن أحب إلى مما يدعونني إليه) من الفاحشة (وإلا تصرف عنى كيدهن) أي ضرره بالتثبت على العصمة (أصب) أمل بطبعي (إليهن وأكن من الجاهلين فاستجاب له ربه) دعاءه (فصرف عنه كيدهن) بعضه بلطفه وتوفيقه لقمع الشهوة والصبر على السجن (إنه هو السميع) لدعاء من دعاه (العليم) بحاله (ثم بدا لهم) ظهر للعزيز وصحبه (من بعد ما رأوا الآيات) الدلائل على براءة يوسف كقد القميص ونطق الطفل وقطع اليدين ونحوها (ليسجننه حتى حين ودخل معه السجن فتيان) عبدان للملك ساقية وخبازة اتهما بإرادة سمه فسجنا فرأياه يعبر للناس رؤياهم (قال أحدهما) الساقي (إني (10) أراني (11)) في المنام (أعصر خمرا) عنبا سماه بما يؤل إليه...

(1) وهو: بسكون الهاء.
(2) رئى. بفتح الراء وكسر الهمزة. رئى بكسر الراء والهمزة.
(3) فتيها.
(4) لنريها.
(5) إليهن بضم الياء.
(6) متكا.
(7) وقالت بضم التاء.
(8) عليهن: بضم الهاء.
(9) حاشا.
(10) إني بفتح الياء.
(11) أراني: بفتح الياء.
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»