تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٣١
وأوحى إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون * (36) * واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون * (37) * ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون * (38) * فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم * (39) * حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل * (40) *، وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم * (41) * وهى تجرى بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يبنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين * (42) * قال ساوى إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين * (43) * وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودى وقيل بعدا للقوم الظالمين * (44) * ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي
____________________
(وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن (1) من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس) لا تحزن حزن بائس (بما كانوا يفعلون) فقد حان وقت الانتقام لك منهم (واصنع الفلك) السفينة (بأعيننا) برعايتنا وحفظنا (ووحينا) وتعليمنا (ولا تخاطبني في الذين ظلموا) كفروا بإمهالهم (إنهم مغرقون) لا محالة. (ويصنع الفلك) أي كان يصنعه (وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه) لأنه كان يعملها في برية بعيدة من الماء (قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم) إذا غرقتم (كما تسخرون) اليوم (فسوف تعلمون من) أي الذي (يأتيه (2) عذاب يخزيه) يفضحه وهو الغرق (ويحل) ينزل (عليه عذاب مقيم) دائم في الآخرة (حتى إذا جاء أمرنا) بتعذيبهم (وفار التنور) ارتفع الماء منه عنهم (عليهم السلام) إن فور الماء من التنور كان ميعادا بينه وبين ربه في إهلاك قومه (قلنا احمل فيها) في السفينة (من كل (3)) من كل نوع من الحيوان (زوجين) اثنين ذكرا وأنثى على قراءة التنوين وعلى الإضافة معناه من كل زوجين ذكر وأنثى من جميع أنواعهما احمل (اثنين) ذكرا وأنثى (وأهلك) واحمل أهلك وهم زوجته وبنوه (إلا من سبق عليه القول) الوعد بإهلاكه وهو ابنه كنعان (ومن آمن) من غيرهم (وما آمن معه إلا قليل) قيل كانوا ثمانين وقيل أقل (وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها (4) ومرساها (5)) أي قائلين بسم الله إجراؤها وإرساؤها حبسها أو وقتهما أو مكانهما (إن ربي لغفور رحيم) إذ نجانا من الغرق (وهي (6) تجري بهم في موج كالجبال) في عظمها وارتفاعها (ونادى (7) نوح ابنه) كنعان (وكان في معزل) عن نوح أو دينه (يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين) في الدين والتخلف (قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء) يمنعني من الغرق (قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم) إلا الراحم وهو الله أي لكن من رحمه الله بإيمانه فهو المعصوم (وحال بينهما الموج فكان) فصار (من المغرقين) قيل علا الماء تلال الجبال ثلاثين ذراعا (وقيل يا أرض ابلعي ماءك) اشربيه فشربته (ويا سماء أقلعي) أمسكي عن المطر فأمسكت (وغيض الماء) قل وغار (وقضي الأمر) وتم بهلاك من هلك ونجاة من نجا (واستوت) استقرت السفينة (على الجودي) جبل بالموصل (وقيل بعدا) هلاكا (للقوم الظالمين) قيل والآية حوت البلاغة بحسن نظمها وجزالة لفظها وبيان الحال بإيجاز بلا إخلال وبنيت الأفعال للمفعول لتعظيم الفاعل ويقينه إذ لا يقدر على هذه الأمور سوى الله (ونادى (7) نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي) وقد وعدتني أن تنجيهم...

(1) يؤمن.
(2) يأتيه.
(3) من كل: بتشديد اللام بالكسر بغير تنوين.
(4) مجريها: بضم الميم وكسر الراء بعدها ياء - مجريها: بضم الميم وفتح الراء.
(5) مرسيها. بضم الميم وكسر السين.
(6) وهى. بسكون الهاء.
(7) نادى: بكسر الدال.
(٢٣١)
مفاتيح البحث: الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»