تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٣٧
ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطن مبين * (96) * إلى فرعون وملأه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد * (97) * يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود * (98) * وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود * (99) * ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد * (100) * وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شئ لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب * (101) * وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهى ظلمة إن أخذه أليم شديد * (102) * إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود * (103) * وما نؤخره إلا لأجل معدود * (104) * يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقى وسعيد * (105) * فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق * (106) * خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد * (107) *، وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ * (108) * فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء
____________________
(ولقد أرسلنا موسى (1) بآياتنا) بمعجزاتنا (وسلطان مبين) العصا أو غيرها (إلى فرعون وملأه فاتبعوا أمر فرعون) طريقه وهو الضلال وتركوا طريق موسى وهو الهدى (وما أمر فرعون برشيد) لأنه داع إلى الشر وصاد عن الخير (يقدم قومه) يتقدمه (يوم القيامة) إلى النار كما تقدمهم في الدنيا إلى الضلال (فأوردهم النار) عبر بالماضي لتحققه (وبئس (2) الورد المورود وأتبعوا في هذه) الدنيا (لعنة ويوم القيامة) لعنة (بئس (2) الرفد المرفود) العون المعان رفدهم وهو اللغتان (ذلك من أنباء القرى (3)) المهلكة (نقصه عليك منها) أي القرى (قائم) على بنائه (وحصيد) دارس كالزرع المحصود (وما ظلمناهم) بإهلاكهم (ولكن ظلموا أنفسهم) بكفرهم الموجب له (فما أغنت) دفعت (عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شئ لما جاء أمر ربك) عذابه (وما زادوهم غير تتبيب) تخسير أو تدمير (وكذلك) أي مثل ذلك الأخذ (أخذ ربك إذا أخذ القرى (3)) أي أهلها (وهي (4) ظالمة) حال (إن أخذه أليم شديد) رجع لا يرد (إن في ذلك) أي يوم القيامة (لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس) لما فيه من الحساب والجزاء (وذلك يوم مشهود) يشهده أهل السماء والأرض (وما نؤخره (5)) أي اليوم (إلا لأجل معدود) متناه (يوم يأت) اليوم أو الجزاء (لا تكلم (6)) تتكلم (نفس) بما ينفع كشفاعة وغيرها (إلا بإذنه فمنهم شقي) بسوء عمله (وسعيد) بحسن عمله (فأما الذين شقوا) بأعمالهم القبيحة (ففي النار لهم فيها زفير) صوت شديد (وشهيق) صوت ضعيف، ويقالان لأول الشهيق وآخره (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض) أي مدة دوامها في الدنيا أريد به التأييد (إلا ما شاء ربك) قيل إلا بمعنى سواء مثل لك ألف إلا ألفان سبقا أي سوى ما شاء ربك من الزيادة التي لا منتهى لها على مدتهما والمعنى خالدين فيها أبدا أو استثناء من خلودهم في النار لأن منهم فساق الموحدين وهم يخرجون منها ويصح الاستثناء بذلك لزوال حكم الكل بزواله عن البعض وهم المستثنى في الآتية إذ يفارقون الجنة وقت عذابهم وقد شقوا بعصيانهم وسعدوا بإيمانهم فجمعوا الوصفين باعتبارين (إن ربك فعال لما يريد) لا مانع له (وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء) نصب مصدرا (غير مجذوذ) مقطوع (فلا تك في مرية) في شك (مما يعبد هؤلاء) من الأوثان في أن عبادتها ضلال أو من عبادتهم في أنها تجر إلى النار...

(1) بيس.
(2) القرى: بكسر الراء.
(3) وهى: بسكون الهاء.
(4) نوخره.
(5) تكلم: بضم التاء.
(6) سمدوا. بفتح السين.
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»