تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٢٩
أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون * (17) * ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين * (18) * الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون * (19) * أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون * (20) * أولئك الذين خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون * (21) * لا جرم أنهم في الآخرة هم الأخسرون * (22) * إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون * (23) * مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون * (24) * ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين * (25) * أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم
____________________
(أفمن كان على بينة) حجة (من ربه) وهو النبي أو المؤمنون (ويتلوه شاهد منه) عنهم (عليهم السلام): الذي على بينة من ربه الرسول والشاهد منه علي (عليه السلام) وقيل: هو جبرائيل أو القرآن (ومن قبله) قبل القرآن (كتاب موسى (1)) التوراة ويتلوه أيضا في التصديق (إماما) يؤتم به حال (ورحمة) لمن آمن به وخبر قوله (أفمن) محذوف أي كمن ليس كل (أولئك) الكائنون على بينة (يؤمنون (2) به) بالقرآن أو بمحمد (ومن يكفر به من الأحزاب) فرق الكفار (فالنار موعده) مصيره (فلا تك في مرية) في شك (منه) من القرآن (إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون (2) به) لتركهم النظر (ومن) أي لا أحد (أظلم ممن افترى (4) على الله كذبا) فنسب إليه شريكا أو ولدا (أولئك يعرضون على ربهم) يوم القيامة فيحبسون (ويقول الأشهاد) جمع شاهد أو شهيد وهم الملائكة أو الأنبياء أو أئمة الحق من كل عصر (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين) بكذبهم على الله (الذين يصدون عن سبيل الله) دينه (ويبغونها عوجا) يطلبون لها الانحراف ويصفونها به (وهم بالآخرة هم كافرون) حال وكرر هم تأكيدا (أولئك لم يكونوا معجزين) فايتين الله أن يعذبهم (في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء) أنصار يمنعونهم من عذابه (يضاعف (5) لهم العذاب) بكفرهم ومعاصيهم (ما كانوا يستطيعون السمع) للحق لبغضهم له فكأنهم لم يستطيعوا سماعه (وما كانوا يبصرون) ما يدل عليه لتركهم تدبره (أولئك الذين خسروا أنفسهم) بتعريضها للعقاب السرمدي (وضل) ذهب (عنهم ما كانوا يفترون) من الشركاء لله (لا جرم) لا محالة أو حقا (أنهم في الآخرة هم الأخسرون) الأكثر خسارة من غيرهم (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا) اخشعوا (إلى ربهم) واطمأنوا إليه (أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون مثل الفريقين) الكفرة والمؤمنين (كالأعمى (6) والأصم والبصير والسميع) من قبيل اللف والنشر (هل يستويان مثلا) تشبيها (أفلا تذكرون) بالتأمل في الأمثال (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني) بأني بفتح الهمزة وكسرها (لكم نذير مبين) للإنذار (أن) أي بأن أو أي (لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم...

(1) موسى: بكسر السين.
(2) يؤمنون به.
(3) يؤمنون.
(4) افترى: بكسر الراء بعدها ياء.
(5) يضعف: بتشديد العين المفتوحة.
(6) كالأعمى: بكسر الميم بعدها ياء.
(7) إني: بفتح الياء.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»