تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٢٠
قل الله يهدى للحق أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدى إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون * (35) * وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغنى من الحق شيئا إن الله عليم) * بما يفعلون * (36) * وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين * (37) * أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين * (38) * بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عقبة الظالمين * (39) * ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين * (40) * وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون * (41) * ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون * (42) * ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدى العمى ولو كانوا لا يبصرون * (43) * إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون * (44) * ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا
____________________
قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق) وهو الله (أحق أن يتبع أمن لا يهدي (1)) غيره أو لا يهتدي وقرئ بتسكين الهاء وتخفيف الدال وشددها الأكثر (إلا أن يهدى) وهذا وصف أشرف الشركاء كالمسيح والملائكة (فما لكم كيف تحكمون) بما لا يقبله عقل سليم (وما يتبع أكثرهم إلا ظنا) من تقليد آبائهم (إن الظن لا يغني من الحق) من العلم الثابت (شيئا) مفعول به (إن الله عليم بما يفعلون) من الإشراك به فيجازيهم عليه (وما كان هذا القرآن (2) أن يفترى (3)) أي افتراء (من دون الله) من غيره (ولكن) كان أو أنزل (تصديق الذي بين يديه) من الكتاب (وتفصيل الكتاب) تبيين ما كتب وأثبت من أمور الدين (لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه) محمد (قل فأتوا (4) بسورة مثله) في البلاغة على وجه الافتراء فإنكم مثل عرب فصحاء (وادعوا من استطعتم) لمعاضدتكم عليه (من دون الله) أي غيره (إن كنتم صادقين) أنه افتراه (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه) أي القرآن قبل أن يتدبروه ويعلموا ما فيه (ولما يأتهم تأويله (5)) أي لم يقفوا على معانيه أو لم يأتهم عاقبة ما فيه من الوعيد (كذلك) التكذيب (كذب الذين من قبلهم) رسلهم (فانظر كيف كان عاقبة الظالمين) فكذا عاقبة هؤلاء (ومنهم) من قومك (من يؤمن (6) به) في المستقبل أو في نفسه لعدم تدبره (وربك أعلم بالمفسدين) من لم يؤمنوا (وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم) لكل جزاء عمله (أنتم بريئون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون ومنهم من يستمعون إليك) إذا قرأت القرآن ولا يقبلون (أفأنت تسمع الصم) أي من هم كالصم في عدم الانتفاع بما تقرأه (ولو كانوا) مع صممهم (لا يعقلون) إن ضم إلى صممهم عدم تعقلهم (ومنهم من ينظر إليك) ويرى شواهد صدقك ولا يصدقك (أفأنت تهدي العمي) من هم كالعمي في عدم الاهتداء (ولو كانوا) مع العمى (لا يبصرون) لا يعتبرون بالبصائر (إن الله لا يظلم الناس شيئا) يمنعهم الانتفاع في الحجج (ولكن الناس أنفسهم يظلمون) بترك تدبرها (ويوم يحشرهم) بالنون والياء (كأن) كأنهم لهول ما يرون (لم يلبثوا) في الدنيا والقبور (إلا ساعة من النهار) وحجة التشبيه حال منهم أو صفة يوم أي كأن لم يلبثوا قبله (يتعارفون بينهم) تعرف بعضهم بعضا إذا بعثوا ثم ينقطع التعارف للأهوال وهو حال مقدرة أو متعلق الظرف (قد خسر الذين كذبوا...

(1) يهدى. بضم الهاء يهدى. بفتح الهاء يهدى: بكسر الهاء.
(2) القران.
(3) يفترى: بكسر الراء بعدها ياء.
(4) فاتوا.
(5) يأتهم تأويله (6) يؤمن.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»