____________________
قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق) وهو الله (أحق أن يتبع أمن لا يهدي (1)) غيره أو لا يهتدي وقرئ بتسكين الهاء وتخفيف الدال وشددها الأكثر (إلا أن يهدى) وهذا وصف أشرف الشركاء كالمسيح والملائكة (فما لكم كيف تحكمون) بما لا يقبله عقل سليم (وما يتبع أكثرهم إلا ظنا) من تقليد آبائهم (إن الظن لا يغني من الحق) من العلم الثابت (شيئا) مفعول به (إن الله عليم بما يفعلون) من الإشراك به فيجازيهم عليه (وما كان هذا القرآن (2) أن يفترى (3)) أي افتراء (من دون الله) من غيره (ولكن) كان أو أنزل (تصديق الذي بين يديه) من الكتاب (وتفصيل الكتاب) تبيين ما كتب وأثبت من أمور الدين (لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه) محمد (قل فأتوا (4) بسورة مثله) في البلاغة على وجه الافتراء فإنكم مثل عرب فصحاء (وادعوا من استطعتم) لمعاضدتكم عليه (من دون الله) أي غيره (إن كنتم صادقين) أنه افتراه (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه) أي القرآن قبل أن يتدبروه ويعلموا ما فيه (ولما يأتهم تأويله (5)) أي لم يقفوا على معانيه أو لم يأتهم عاقبة ما فيه من الوعيد (كذلك) التكذيب (كذب الذين من قبلهم) رسلهم (فانظر كيف كان عاقبة الظالمين) فكذا عاقبة هؤلاء (ومنهم) من قومك (من يؤمن (6) به) في المستقبل أو في نفسه لعدم تدبره (وربك أعلم بالمفسدين) من لم يؤمنوا (وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم) لكل جزاء عمله (أنتم بريئون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون ومنهم من يستمعون إليك) إذا قرأت القرآن ولا يقبلون (أفأنت تسمع الصم) أي من هم كالصم في عدم الانتفاع بما تقرأه (ولو كانوا) مع صممهم (لا يعقلون) إن ضم إلى صممهم عدم تعقلهم (ومنهم من ينظر إليك) ويرى شواهد صدقك ولا يصدقك (أفأنت تهدي العمي) من هم كالعمي في عدم الاهتداء (ولو كانوا) مع العمى (لا يبصرون) لا يعتبرون بالبصائر (إن الله لا يظلم الناس شيئا) يمنعهم الانتفاع في الحجج (ولكن الناس أنفسهم يظلمون) بترك تدبرها (ويوم يحشرهم) بالنون والياء (كأن) كأنهم لهول ما يرون (لم يلبثوا) في الدنيا والقبور (إلا ساعة من النهار) وحجة التشبيه حال منهم أو صفة يوم أي كأن لم يلبثوا قبله (يتعارفون بينهم) تعرف بعضهم بعضا إذا بعثوا ثم ينقطع التعارف للأهوال وهو حال مقدرة أو متعلق الظرف (قد خسر الذين كذبوا...