تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٢٣
قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغنى له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطن) * بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون * (68) * قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * (69) * متع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون * (70) * واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يقوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلى ولا تنظرون * (71) * فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجرى إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين * (72) * فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عقبة المنذرين * (73) * ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين * (74) * ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملايه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين * (75) * فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا
____________________
(قالوا) أي أهل الكتاب أو مشركو العرب (اتخذ الله ولدا) قال تعالى (سبحانه) تنزيها له عما قالوا (هو الغني) عن كل شئ (له ما في السماوات وما في الأرض) ملكا وخلقا وعبيدا (إن) ما (عندكم من سلطان) حجة (بهذا) الذي قلتم (أتقولون على الله ما لا تعلمون) توبيخ على قولهم ذلك (قل إن الذين يفترون على الله الكذب) بنسبة الولد والشريك إليه (لا يفلحون) لا يفوزون بثواب لهم (متاع في الدنيا (1)) يتمتعون به أياما قلائل (ثم إلينا مرجعهم) بالموت (ثم نذيقهم العذاب الشديد) بالنار (بما يكفرون) بكفرهم (واتل عليهم نبأ نوح) خبره (إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر) عظم (عليكم مقامي) إقامتي فيكم (وتذكيري) وعظي إياكم (بآيات الله) بحججه (فعلى الله توكلت) به وثقت (فاجمعوا أمركم) اعزموا على أمر تكيدونني به (وشركاءكم (2)) أي مع شركائكم (ثم لا يكن أمركم عليكم غمة) مغطى أي أظهروه (ثم اقضوا إلى) امضوا لما في أنفسكم (ولا تنظرون (3)) لا تمهلوني فإن الله يعصمني منكم (فإن توليتم) عن نصحي (فما سألتكم من أجر) ثواب عليه فيثقل عليكم فتولوا (إن أجرى (4)) ما ثوابي على أداء الرسالة (إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين) المستسلمين لأمره (فكذبوه) تثبتوا على تكذيبه (فنجيناه) من الغرق (ومن معه في الفلك) السفينة وكانوا ثمانين (وجعلناهم خلائف) من المغرقين (وأغرقنا) بالطوفان (الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين) فليحذر غيرهم (ثم بعثنا من بعده) بعد نوح (رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا (5) بما كذبوا به) أي أوائلهم وهم قوم نوح (من قبل) قبل بعث الرسل (كذلك نطبع على قلوب المعتدين) بالكفر وإسناد الطبع إليه تعالى مجاز عن ترك قسرهم على الإيمان (ثم بعثنا من بعدهم) بعد أولئك الرسل (موسى وهارون إلى فرعون وملأه بآياتنا) التسع (فاستكبروا) على الإيمان (وكانوا قوما مجرمين) عاصين (فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا...

(1) الدنيى: بكسر الياء بعدها ياء.
(2) شركاؤكم.
(3) تنظرونى.
(4) أجرى: بكسر الراء وياء ساكنة.
(5) ليومنوا.
(6) موسى: بكسر السين.
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»