تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٢٢
قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون * (58) * قل أرءيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحللا قل أألله أذن لكم أم على الله تفترون * (59) * وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون * (60) * وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرءان ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتب مبين * (61) * ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * (62) * الذين آمنوا وكانوا يتقون * (63) * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمت الله ذلك هو الفوز العظيم * (64) * ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم * (65) * ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون * (66) * هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون * (67) *
____________________
(قل بفضل الله وبرحمته) بإنزال القرآن وتعلقت الباء ب ما يفسره (فبذلك فليفرحوا (1)) أي إن فرحوا بشئ فيهما ليفرحوا (هو) أي ذلك (خير مما يجمعون (2)) من عرض الدنيا (قل أرأيتم) أخبروني (ما أنزل الله) خلق (لكم من رزق) من الزرع والضرع بالمطر وجعله حلالا (فجعلتم منه حراما) كالبحيرة وغيرها (وحلالا قل الله أذن لكم) في التحليل والتحريم (أم على الله تفترون) بنسبة ذلك إليه (وما ظن الذين يفترون على الله الكذب) أي شئ ظنهم به (يوم القيامة) أيحسبون أنه لا يؤاخذهم (إن الله لذو فضل على الناس) بإنعامه إليهم وإمهالهم (ولكن أكثرهم لا يشكرون) نعمه (وما تكون في شأن) أمر (وما تتلو منه) من الشأن أو الله (من قرآن (3) ولا تعلمون) أنت وأمتك (من عمل إلا كنا عليكم شهودا) رقباء (إذ تفيضون فيه) تخوضون في العمل (وما يعزب (4)) ما يغيب وما يبعد (عن ربك) عن علمه (من مثقال ذرة) وزن نملة صغيرة (في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر) بالفتح اسمان للا، والرفع على الابتداء (إلا في كتاب مبين) بين هو اللوح المحفوظ (ألا إن أولياء الله) أهل طاعته (لا خوف عليهم (5) ولا هم يحزنون) يوم القيامة (الذين آمنوا وكانوا يتقون) المعاصي (لهم البشرى (6) في الحياة الدنيا (7)) هي ما بشر الله به المتقين في القرآن أو بشرى الملائكة عند الموت، وروي هي الرؤيا الحسنة يراها المؤمن أو ترى له (وفي الآخرة) بالجنة (لا تبديل لكلمات الله) لا خلف لعداته (ذلك) المذكور من البشرى (هو الفوز العظيم ولا يحزنك (8) قولهم) تكذيبهم لك وغيره وقرئ بضم الياء من أحزن (إن العزة الله جميعا) استئناف معلل كأنه قيل لا تحزن لقولهم لأن الغلبة لله فينصرك عليهم (هو السميع) لقولهم (العليم) بعملهم فيجازيهم به (ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض) خلقا وملكا (وما يتبع الذين يدعون من دون الله) يعبدون غيره (شركاء) له في الحقيقة (إن يتبعون) في اتخاذ الشركاء (إلا الظن وإن هم إلا يخرصون) يكذبون في ذلك (هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا) أن يبصر فيه فأسند إليه الإبصار مجازا (إن في ذلك لآيات) على وحدانيته (لقوم يسمعون) سماع تعقل...

(1) فلتفرحوا.
(2) تجمعون.
(3) قران.
(4) يعزب: بكسر الزاي.
(5) عليهم: بضم الهاء.
(6) البشرى: بكسر الراء.
(7) الدنيى: بكسر الياء بعدها ياء.
(8) يحزنك: بضم الياء وكسر الزاي.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»