____________________
(فاعبدوه) وحده (أفلا تذكرون) تتفكرون وتتعظون (إليه) لا إلى غيره (مرجعكم جميعا) بعد الموت (وعد الله حقا) مصدران قدر فعلهما (إنه يبدأ الخلق) يبتدئ به (ثم يعيده) بعد إفنائه (ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط) بعدله أو عدلهم أي إيمانهم (والذين كفروا لهم شراب من حميم) ماء من عين غير الحرارة (وعذاب أليم بما كانوا يكفرون) بسبب كفرهم أو بمقابلته وعدل عن أسلوب المقابلة إشعارا بأن الغرض بالذات من الإبداء والإعادة الإثابة والتعذيب واقع بالعرض ولشدة اعتنائه بالرحمة نسب الجزاء بها لنفسه بخلاف ضدها (هو) الله (الذي جعل الشمس ضياء) ذات ضياء (والقمر نورا) ذا نور قيل الذاتي ضوء والعرضي نور، فما في الشمس من ذاتها وما في القمر مكتسب (وقدره) أي كل واحد منهما من حيث المسير (منازل) ثمانية وعشرين أو الضمير للقمر وخص بالذكر لظهور نزوله بها ولتعلق أكثر الأحكام به (لتعلموا) بذلك (عدد السنين والحساب) للأيام والشهور ومنافع دينية ودنيوية (ما خلق الله ذلك إلا) متلبسا (بالحق) لا باطلا تعالى عنه (نفصل) نبين وقرئ بالياء (الآيات لقوم يعلمون) فيتدبرونها (إن في اختلاف الليل والنهار) بالتعاقب والطول والقصر (وما خلق الله في السماوات) من نيرات وملائكة وغيرها (والأرض) من أجناس الكائنات (لآيات) لوجوده ووحدته وعلمه وقدرته (لقوم يتقون) فيصدقون بها (إن الذين لا يرجون) لا يتوقعون (لقاءنا) بالبعث (ورضوا بالحياة الدنيا) من الآخرة لإنكارهم لها (واطمئنوا بها) سكنوا إليها (والذين هم عن آياتنا غافلون) لا يتدبرونها (أولئك مأواهم (1) النار بما كانوا يكسبون) من الكفر والمعاصي (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم) للجنة (تجري من تحتهم (2) الأنهار في جنات النعيم دعواهم) دعاؤهم (فيها سبحانك اللهم) نسبحك تسبيحا يا الله (وتحيتهم) من الملائكة أو فيما بينهم (فيها سلام وآخر دعواهم (3) أن) مفسرة أو مخففة (الحمد لله رب العالمين) يفتتحون كلامهم بالتسبيح ويختمونه بالتحميد (ولو يعجل الله للناس الشر) إذا دعوا على أنفسهم وأولادهم ضجرا (استعجالهم) أي كتعجيله لهم (بالخير) إذا استعجلوه (لقضي إليهم (4) أجلهم) أي لأهلكوا ولكن يمهلهم (فنذر الذين لا يرجون لقاءنا) لا يتوقعون البعث (في طغيانهم يعمهون) يتحيرون (وإذا مس الإنسان الضر) الجهد والبلاء (دعانا) لكشفه (لجنبه) أي مضطجعا (أو قاعدا أو قائما) أي في جميع حالاته...