تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٣٤٨
فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير _ 11. إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير _ 12. وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور _ 13. ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير _ 14.
(بيان) غرض السورة بيان عموم ربوبيته تعالى للعالمين تجاه قول الوثنية إن لكل شطر من العالم ربا من الملائكة وغيرهم وإنه تعالى رب الأرباب فقط.
ولذا يعد سبحانه كثيرا من نعمه في الخلق والتدبير - وهو في معنى الاحتجاج على ربوبيته - ويفتتح الكلام بتباركه وهو كثرة صدور البركات عنه، ويكرر توصيفه بالرحمان وهو مبالغة في الرحمة التي هي العطية قبال الاستدعاء فقرا وفيها إنذار ينتهي إلى ذكر الحشر والبعث.
وتتلخص مضامين آياتها في الدعوة إلى توحيد الربوبية والقول بالمعاد.
والسورة مكية بشهادة سياق آياتها.
قوله تعالى: " تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شئ قدير " تبارك الشئ كثرة صدور الخيرات والبركات عنه.
وقوله: " الذي بيده الملك " يشمل باطلاقه كل ملك، وجعل الملك في يده استعارة بالكناية عن كمال تسلطه عليه وكونه متصرفا فيه كيف يشاء كما يتصرف ذو اليد فيما بيده ويقلبه كيف يشاء فهو تعالى يملك بنفسه كل شئ من جميع جهاته، ويملك ما يملكه كل شئ.
فتوصيفه تعالى بالذي بيده الملك أوسع من توصيفه بالمليك في قوله: " عند مليك مقتدر " القمر: 55، وأصرح وآكد من توصيفه في قوله: " له الملك " التغابن: 1.
وقوله: " وهو على كل شئ قدير " إشارة إلى كون قدرته غير محدودة بحد ولا منتهية
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»
الفهرست