البعث غير مرة فيما تقدم من أجزاء الكتاب.
قوله تعالى: (كذبت قبلهم قوم نوح - إلى قوله - كل كذب الرسل فحق وعيد) تهديد وإنذار لهم بما كذبوا بالحق لما جاءهم وتبين لهم عنادا كما أشرنا إليه قبل.
وقد تقدم ذكر أصحاب الرس في تفسير سورة الفرقان، وذكر أصحاب الأيكة وهم قوم شعيب في سور الحجر والشعراء وص، وذكر قوم تبع في سورة الدخان.
وفي قوله: (كل كذب الرسل فحق وعيد) إشارة إلى أن هناك وعيدا بالهلاك ينجز عند تكذيب الرسل قال تعالى: (فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) النحل: 36.
(بحث روائي) في الدر المنثور أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: خلق الله تعالى من وراء هذه الأرض بحرا محيطا بها ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له: ق السماء الدنيا مترفرفة عليه، ثم خلق من وراء ذلك الجبل أرضا مثل تلك الأرض سبع مرات ثم خلق من وراء ذلك بحرا محيطا بها، ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له ق السماء الثانية مترفرفة عليه حتى عد سبع أرضين وسبعة أبحر وسبعة أجبل وسبع سماوات. قال: وذلك قوله:
(والبحر يمده من بعده سبعة أبحر).
وفيه أخرج ابن المنذر وابن مردويه وأبو الشيخ والحاكم عن عبد الله بن بريدة في قوله تعالى: (ق) قال: جبل من زمرد محيط بالدنيا عليه كنفا السماء.
وفيه أخرج ابن أبي الدنيا في العقوبات وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال:
خلق الله جبلا يقال له ق محيط بالعالم وعروقه إلى الصخرة التي عليها الأرض فإذا أراد الله أن يزلزل قرية أمر ذلك الجبل فحرك العرق الذي يلي تلك القرية فيزلزلها ويحركها فمن ثم تحرك القرية دون القرية.
أقول: وروى القمي بإسناده عن يحيى بن ميسرة الخثعمي عن الباقر عليه السلام