لا يشاء أو ما رأيت أنه نهى آدم وزوجته عن أن يأكلا من الشجرة وهو يشاء ذلك؟
ولو لم يشأ لم يأكلا، ولو أكلا لغلبت شهوتهما مشيئة الله تعالى، وأمر إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام وشاء أن لا يذبحه ولو لم يشأ أن لا يذبحه لغلبت مشية إبراهيم مشية الله عز وجل. قلت: فرجت عني فرج الله عنك.
وعن أمالي الشيخ بإسناده إلى سليمان بن يزيد قال: حدثنا على بن موسى قال:
حدثني أبي عن أبيه عن أبي جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: الذبيح إسماعيل عليه السلام.
أقول: وروى مثله في المجمع عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، وبهذا المضمون روايات كثيرة أخرى عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، وقد وقع في بعض رواياتهم أنه إسحاق وهو مطروح لمخالفة الكتاب.
وعن الفقيه سئل الصادق عليه السلام عن الذبيح من كان؟ فقال إسماعيل لان الله تعالى ذكر قصته في كتابه ثم قال: " وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين ".
أقول: هذا ما تقدم في بيان الآية أن الآية بسياقها ظاهرة بل صريحة في ذلك.
وفي المجمع عن ابن إسحاق أن إبراهيم كان إذا زار إسماعيل وهاجر حمل على البراق فيغدو من الشام فيقيل بمكة ويروح من مكة فيبيت عند أهله بالشام حتى إذا بلغ معه السعي رآى في المنام أن (1) يذبحه فقال له: يا بني خذ الحبل والمدية (2) ثم انطلق بنا إلى هذا الشعب لنحتطب.
فلما خلا إبراهيم بابنه في شعب ثبير أخبره بما قد ذكره الله عنه فقال: يا أبت اشدد رباطي حتى لا اضطرب واكفف عني ثيابك حتى لا ينتضح من دمي شيئا فيراه أمي واشحذ شفرتك وأسرع مر السكين على حلقي ليكون أهون علي فإن الموت شديد فقال له إبراهيم: نعم العون أنت يا بني على أمر الله.
ثم ساق القصة وفيها ثم انحنى إليه بالمدية وقلب جبرائيل المدية على قفاها واجتر