تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٩٥
وقوله: (له الحكم واليه ترجعون) الحكم هو قضاؤه النافذ في الأشياء وعليه يدور التدبير في نظام الكون، وأما كونه بمعنى فصل القضاء يوم القيامة فيبعده تقديم الحكم في الذكر على الرجوع إليه الذي هو يوم القيامة فان فصل القضاء متفرع عليه.
وكلتا الجملتين مسوقتان للتعليل وكل واحدة منهما وحدها حجة تامة على توحده.
تعالى بالألوهية صالحة للتعليل كلمة الاخلاص، وقد تقدم امكان أخذ الحكم على بعض الوجوه بمعنى الحكم التشريعي.
(بحث روائي) في الدر المنثور أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس في قوله تعالى: (لرادك إلى معاد) قال: إلى مكة. زاد ابن مردويه كما أخرجك منها.
أقول: وروى عنه وعن أبي سعيد الخدري أن المراد به الموت، وأيضا عن علي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن المراد به الجنة وانطباقهما على الآية لا يخلو من خفاء.
وروى القمي في تفسيره عن حريز عن أبي جعفر عليه السلام وعن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين عليه السلام أن المراد به الرجعة ولعله من البطن دون التفسير.
وفى الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل: وأما قوله (كل شئ هالك الا وجهه) فالمراد كل شئ هالك الا دينه، لان من المحال أن يهلك منه كل شئ ويبقى الوجه. هو أجل وأعظم من ذلك وانما يهلك من ليس منه ألا ترى أنه قال:
(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك) ففصل بين خلقه ووجهه؟
وفى الكافي باسناده عن سيف عمن ذكره عن الحارث بن المغيرة النصري قال:
سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: (كل شئ هالك الا وجهه) فقال:
ما يقولون فيه؟ قلت: يقولون: يهلك كل شئ الا وجه الله فقال: سبحان الله لقد قالوا عظيما انما عنى به وجه الله الذي يؤتى منه.
أقول: وروى مثله في التوحيد باسناده عن الحارث بن المغيرة النصري عنه
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست