النوعي وأما الافراد المعدودون فلا يحتمل لفظ الآيات ذلك البتة.
على أنه مبنى على تباين الأصناف الأربعة من الانسان: البيض والسود والحمر والصفر وكون كل من هذه الأصناف نوعا برأسه ينتهى إلى زوج غير ما ينتهى إليه الاخر أو كون قارات الأرض منفصلا بعضها عن بعض انفصالا أبديا غير مسبوق بالعدم، وقد ظهر بطلان هذه الفرضيات اليوم بطلانا كاد يلحقها بالبديهيات.
وأما القول بانتهاء النسل إلى زوج من الانسان أو أزيد انفصلا أو انفصلوا من نوع آخر هو أقرب الأنواع إليه كالقرد مثلا انفصال الأكمل من الكامل تطورا.
ففيه أن الآيات السابقة الدالة على خلق الانسان الأول من تراب من غير أب وأم تدفعه.
على أن ما أقيم عليه من الحجة العلمية قاصر عن اثباته كما سنشير إليه في الكلام على القول التالي.
وأما القول بانتهاء النسل إلى فردين من الانسان الكامل بالكمال الفكري من طريق التولد ثم انشعابهما وانفصالهما بالتطور من نوع آخر من الانسان غير الكامل بالكمال الفكري ثم انقراض الأصل وبقاء الفرع المتولد منهما على قاعدة تنازع البقاء وانتخاب الأصلح.
فيدفعه قوله تعالى: (ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) على التقريب المتقدم وما في معناه من الآيات.
على أن الحجة التي أقيمت على هذا القول قاصرة عن اثباته، فإنها شواهد مأخوذة من التشريح التطبيقي وأجنة الحيوان والآثار الحفرية الدالة على التغير التدريجي في صفات الأنواع وأعضائها وظهور الحيوان تدريجا آخذا من الناقص إلى الكامل وخلق ما هو أبسط من الحيوان قبل ما هو أشد تركيبا.
وفيه أن ظهور النوع الكامل من حيث التجهيزات الحيوية بعد الناقص زمانا لا يدل على أزيد من تدرج المادة في استكمالها لقبول الصور الحيوانية المختلفة فهي قد استعدت لظهور الحياة الكاملة فيها بعد الناقصة والشريفة بعد الخسيسة وأما كون الكامل من الحيوان منشعبا من الناقص بالتولد والاتصال النسبي فلا ولم يعثر هذا الفحص والبحث على غزارته وطول زمانه على فرد نوع كامل متولد من فرع نوع آخر على أن