وتفاصيل الشرائع الإلهية فيتوقف على هداية خاصة الهية من طريق النبوة من الجزء الثاني من الكتاب.
وفى الدر المنثور أخرج ابن مردويه عن حماد بن عمرو الصفار قال: سألت قتادة عن قوله تعالى: (فطرة الله التي فطر الناس عليها) فقال: حدثني أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فطرة الله التي فطر الناس عليها) قال: دين الله.
وفيه أخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من مولود الا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ قال أبو هريرة: اقرؤا ان شئتم (فطرة الله التي فطر الناس عليها) الآية.
أقول: ورواه أيضا عن مالك وأبى داود وابن مردويه عن أبي هريرة عنه صلى الله عليه وآله وسلم ولفظه: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه كما تنتج الإبل من بهيمة جمعاء هل تحس من جدعاء.
ورواه أيضا في الكافي باسناده عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في حديث قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل مولود يولد على الفطرة يعنى على المعرفة بأن الله خالقه. الحديث.
وفى التوحيد باسناده عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تضربوا أطفالكم على بكائهم فان بكاءهم أربعة أشهر شهادة أن لا إله إلا الله، وأربعة أشهر الصلاة على النبي وأربعة أشهر الدعاء لوالديه.
أقول: هو حديث لطيف ومعناه: أن الطفل في الأربعة أشهر الأولى لا يعرف أحدا وانما يحس بالحاجة فيطلب بالبكاء رفعها والرافع لها هو الله سبحانه فهو يتضرع إليه ويشهد له بالوحدانية.
وفى الأربعة أشهر الثانية يعرف من والديه واسطة ما بينه وبين رافع حاجته من غير أن يعرفهما بشخصيهما والواسطة بينه وبين ربه هو النبي فبكاؤه طلب الرحمة من ربه للنبي حتى يصل بتوسطه إليه.
وفى الأربعة أشهر الثالثة يميز والديه بشخصيهما عن غيرهما فبكاؤه دعاء منه لهما وطلب جريان الرحمة من طريقهما إليه. ففي الحديث ألطف الإشارة إلى كيفية جريان