وجهه ويسأل كل كريم ولئيم من شدة الفقر وكالأعمى والأعرج فالمسكين أسوء حالا من الفقير.
والفقير والمسكين وإن كانا بحسب النسبة أعم وأخص فكل مسكين من جهة الحاجة المالية فقير ولا عكس غير أن العرف يراهما صنفين متقابلين لمكان مغايرة الوصفين في نفسهما فلا يرد أن ذكر الفقير على هذا المعنى مغن عن ذكر المسكين لمكان أعميته وذلك أن المسكنة هي وصف الذلة كالزمانة والعرج والعمى وان كان بعض مصاديقه نهاية الذلة من جهة فقد المال.
وأما العاملون عليها أي على الصدقات فهم الساعون لجمع الزكوات وجباتها.
وأما المؤلفة قلوبهم فهم الذين يؤلف قلوبهم بإعطاء سهم من الزكاة ليسلموا أو يدفع بهم العدو أو يستعان بهم على حوائج الدين.
وأما قوله: (وفي الرقاب) فهو متعلق بمقدر والتقدير: والمصرف في الرقاب أي في فكها كما في المكاتب الذي لا يقدر على تأدية ما شرطه لمولاه على نفسه لعتقه أو الرق الذي كان في شدة.
وقوله: (والغارمين) أي وللصرف في الغارمين الذين ركبتهم الديون فيقضى ديونهم بسهم من الزكاة.
وقوله: (وفي سبيل الله) أي وللصرف في سبيل الله، وهو كل عمل عام يعود عائدته إلى الاسلام والمسلمين وتحفظ به مصلحة الدين ومن أظهر مصاديقه الجهاد في سبيل الله، ويلحق به سائر الأعمال التي تعم نفعه وتشمل فائدته كاصلاح الطرق وبناء القناطر ونظائر ذلك.
وقوله: (وابن السبيل) أي وللصرف في ابن السبيل وهو المنقطع عن وطنه الفاقد لما يعيش به وإن كان غنيا ذا يسار في بلده فيرفع حاجته بسهم من الزكاة.
وقد اختلف سياق العد فيما ذكر في الآية من الأصناف الثمانية فذكرت الأربعة الأول باللام: (للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم) ثم غير السياق في الأربعة الباقية فقيل: (وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل) فان ظاهر السياق الخاص بهذه الأربعة أن التقدير: وفي الرقاب وفي الغارمين وفي سبيل الله وفي ابن السبيل.
اما الأربعة الأول: (للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم) فاللام