آلاف وخرج باثنى عشر ألفا وفيها قال الله تعالى في كتابه: (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا).
وفي سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق قال ": فلما انهزم الناس، ورأى من كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جفاة أهل مكة الهزيمة تكلم رجال منهم بما في أنفسهم من الضغن:
فقال أبو سفيان بن حرب: لا تنتهى هزيمتهم دون البحر. وإن الأزلام لمعه في كنانته وصرخ جبلة بن الحنبل قال ابن هشام: كلدة بن الحنبل - وهو مع أخيه صفوان بن أمية مشرك في المدة التي جعل له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -: ألا بطل السحر اليوم، فقال له صفوان اسكت فض الله فاك فوالله لان يربني رجل من قريش أحب إلى من أن يربني رجل من هوازن.
قال ابن إسحاق: وقال شيبة بن عثمان بن أبى طلحة أخو بنى عبد الدار: قلت:
اليوم أدرك ثأري - وكان أبوه قتل يوم أحد - اليوم أقتل محمدا قال: فأدرت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأقتله فاقبل شئ حتى تغشى فؤادي فلم أطق ذاك فعلمت انه ممنوع منى (فهرس أسماء شهداء حنين) في سيرة ابن هشام قال ابن إسحاق: وهذه تسمية من استشهد يوم حنين من المسلمين:
من قريش ثم من بنى هاشم أيمن بن عبيد ومن بنى أسد بن عبد العزى يزيد بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد جمح به فرس يقال له الجناح فقتل.
ومن الأنصار سراقة بن الحارث بن عدي من بنى العجلان ومن الأشعريين أبو عامر الأشعري.
أقول: وأما الثباة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد عدوا في بعض الروايات ثلاثة وفي بعضها أربعة وفي بعضها تسعة عاشرهم أيمن بن عبيد - وهو ابن أم أيمن - وفي بعضها ثمانين وفي بعضها: دون المائة.
المتعمد من بينها ما روى عن العباس أنهم كانوا تسعة عاشرهم أيمن وله في ذلك شعر تقدم نقله وذلك أنه كان ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم طول الوقعة وشاهد ما كان من الامر وهو الذي كان ينادى المنهزمين ويستلحقهم بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد باهى بما قاله من الشعر.