وفي تفسير العياشي عن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المستضعفين قال: هم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار فهم المرجون لأمر الله.
وفي الدر المنثور أخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله: (وآخرون مرجون لأمر الله) قال: هم الثلاثة الذين خلفوا.
أقول: وروى مثله عن مجاهد وقتادة وأن أسماءهم هلال بن أمية، ومرارة بن الربيع وكعب بن مالك من الأوس والخزرج، ولا تنطبق قصتهم على هذه الآية وسيجئ، إن شاء الله تعالى.
(كلام في الزكاة وسائر الصدقة) الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية وسائر الأبحاث المرتبطة بها جعلت اليوم حاجة المجتمع من حيث إنه مجتمع إلى مال يختص به ويصرف لرفع حوائجه العامة في صف البديهيات التي لا يشك فيها شاك ولا يداخلها ريب فكثير من المسائل الاجتماعية والاقتصادية - ومنها هذه المسألة - كانت في الاعصار السالفة مما يغفل عنها عامة الناس ولا يشعرون بها إلا شعورا فطريا إجماليا وهى اليوم من الأبجديات التي يعرفها العامة والخاصة.
غير أن الاسلام بحسب ما بين من نفسية الاجتماع وهويته وشرع من الاحكام المالية الراجعة إليها، والأنظمة والقوانين التي رتبها في أطرافها ومتونها له اليد العليا في ذلك.
فقد بين القرآن الكريم أن الاجتماع يصيغ من عناصر الافراد المجتمعين صيغة جديدة فيكون منهم هوية جديدة حية هي المجتمع، وله من الوجود والعمر والحياة والموت والشعور والإرادة والضعف و القوة والتكليف والاحسان والإساءة والسعادة والشقاوة أمثال أو نظائر ما للانسان الفرد وقد نزلت في بيان ذلك كله آيات كثيرة قرآنية كررنا الإشارة إليها في خلال الأبحاث السابقة.
وقد عزلت الشريعة الاسلامية سهما من منافع الأموال وفوائدها للمجتمع كالصدقة الواجبة التي هي الزكاة وكالخمس من الغنيمة ونحوها، ولم يأت في ذلك ببدع فان القوانين والشرائع السابقة عليها كشريعة حمورابي وقوانين الروم القديم يوجد فيها