أقول: ورواه العياشي عنه عليه السلام ورواه في روضة الواعظين عن الباقر عليه السلام قال: المؤذن علي عليه السلام.
وفي المعاني بإسناده عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال: خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة منصرفه من النهروان وبلغه أن معاوية يسبه ويعيبه ويقتل أصحابه فقام خطيبا، وذكر الخطبة إلى أن قال فيها: وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة قال الله عز وجل: " فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين " أنا ذلك المؤذن، قال: " وأذان من الله ورسوله " أنا ذلك الاذان.
أقول أي أنا المؤذن بذلك الاذان بقرينة صدر الكلام ويشير عليه السلام به إلى قصة آيات البراءة.
وفي المجمع روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن محمد بن الحنفية عن علي أنه قال: أنا ذلك المؤذن.
وبإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال: لعلي في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس قوله: فإذن مؤذن بينهم يقول: ألا لعنة الله على الذين كذبوا بولايتي واستخفوا بحقي.
أقول: قال الآلوسي في روح المعاني في قوله تعالى: " فأذن مؤذن " الآية. هو على ما روي عن ابن عباس صاحب الصور، وقيل: مالك خازن النار، وقيل: ملك من الملائكة غيرهما يأمره الله تعالى بذلك، ورواية الامامية عن الرضا وابن عباس أنه علي كرم الله وجهه مما يثبت من طريق أهل السنة وبعيد عن هذا الامام أن يكون مؤذنا وهو إذ ذاك في حظائر القدس (انتهى).
وقال صاحب المنار في تفسيره بعد نقله عنه: وأقول: إن واضعي كتب الجرح والتعديل لرواة الآثار لم يضعوها على قواعد المذاهب، وقد كان في أئمتهم من يعد في شيعة علي وآله كعبد الرزاق والحاكم، وما منهم أحد إلا وقد عدل كثيرا من الشيعة في روايتهم، فإذا ثبت هذه الرواية بسند صحيح قبلنا ولا نرى كونه في حظائر القدس مانعا منها، ولو كنا نعقل لاسناد هذا التأذين إليه كرم الله وجهه معنى يعد به فضيلة أو مثوبة عند الله تعالى لقبلنا الرواية بما دون السند الصحيح ما لم يكن موضوعا أو معارضا برواية أقوى سندا أو أصح متنا (انتهى).