تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٨ - الصفحة ١٣٨
وغضب فيفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها.
فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملا من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا فيستفتح فلا تفتح له. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تفتح لهم أبواب السماء.
فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فيطرح روحه طرحا. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق.
فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسان فيقولان له: من ربك؟ فيقول: هاه، هاه، فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: هاه، هاه، لا أدري! فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه، هاه، لا أدري! فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فافرشوا له من النار، وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه القبر حتى تختلف فيه أضلاعه.
ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول: من أنت فوجهك؟ الوجه يجئ بالشر فيقول:
أنا عملك الخبيث، فيقول: رب لا تقم الساعة أقول: والرواية من المشهورات رواها جمع من المؤلفين في كتبهم كما رأيت، وفي معناها روايات من طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام أودعنا بعضها في البحث الروائي الموضوع في ذيل قوله تعالى: " ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات " الخ، البقرة: 154، في الجزء الأول من الكتاب.
وفي تفسير العياشي عن سعيد بن جناح قال حدثني عوف بن عبد الله الأزدي عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام في حديث قبض روح الكافر فإذا أوتي بروحه إلى السماء الدنيا أغلقت منه أبواب السماء، وذلك قوله: " لا تفتح لهم أبواب " إلى آخر الآية. يقول الله: ردوها عليه فمنها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»
الفهرست