المستضعفين عن أمر من الله بذلك لهم: ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون.
أقول: وروي القمي في تفسيره عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن مرثد عن أبي عبد الله عليه السلام ما يقرب منه.
وهذه الرواية - كما ترى - تذكر المستضعفين مكان من استوت حسناتهم وسيئاتهم صريحا ثم تذكر أن هناك جماعة من المستضعفين يطمعون في دخول الجنة ويتعوذون من دخول النار من غير أن تفسر بهم الرجال الذين ذكر الله تعالى أنهم على الأعراف يعرفون كلا بسيماهم، ويسميهم أصحاب الأعراف. ويسهل حينئذ انطباق مضمونها على الآيات، ولا يبقى من الاشكال إلا ظهور الآيات في أن المسلم على أهل الجنة هم أصحاب الأعراف والرجال الذين على الأعراف.
والظاهر أن في الروايات اختلالا وهو ناشئ عن سوء فهم بعض النقلة ثم النقل ولعل الذي بينه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو بعض الأئمة أن هناك جماعة من المستضعفين يدخلهم الله الجنة بشفاعة أو مشية ثم غيره النقل بالمعنى وأخرجه إلى الصورة التي تراها، وهذا ظاهر كسائر الروايات الواردة عن ابن عباس وابن مسعود وحذيفة وغيرهم القائلة إن الرجال على الأعراف هم الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم مع ما فيها من الاختلاف في المتون وكذا رواية القمي عن الصادق عليه السلام فراجعها تعرف صدق ما ادعيناه.
وفي البصائر بإسناده عن جابر بن يزيد قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الأعراف ما هم؟ قال: هم أكرم الخلق على الله تبارك وتعالى.
أقول: السائل يأخذ الأعراف والرجال الذين عليه واحدا وعلى ذلك ورد الجواب منه عليه السلام فكأنه أخذ جمعا لعرف بمعنى العريف والعارف وفي هذا المعنى روايات كثيرة يأتي بعضها.
وفيه بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام: " وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم " قال: نحن أصحاب الأعراف من عرفنا فمآله إلى الجنة ومن أنكرنا فمآله إلى النار و.
أقول: قوله من عرفنا ومن أنكرنا إن كان فعلا وفاعلا فهو، وأن كان فعلا ومفعولا كان على وزان سائر الروايات من عرفهم وعرفوه، ومن أنكرهم وأنكروه.